عنوان الفتوى : لا يحكم على الثياب بالنجاسة لمجرد احتمال أنها تنجست
أنا مريضة بالوسواس القهري وأتعالج منه حاليا، لكن إلى حد الآن كلما أرى شيئا من النجاسة تنتكس حالتي قبل فترة نزف طفل من أقاربنا من أنفه بالقرب من مجففة الملابس التي أستعملها لتجفيف الملابس المغسولة وقبل أيام رأيت بقعا من الدم على تلك المجففة لم أكن أعلم بها سابقا وكنت قد جففت بها ملابسي وجن جنوني الآن فلم أرها إلا الآن وبعد أن أستعملتها وأخاف أن تكون ملابسي قد تلوثت بذلك الدم، فهل علي أن أعيد غسل تلك الملابس؟ وهي تقريبا كل ملابسي وأخاف أن تنتقل تلك البقع إلى أولادي عندما يلمسونها حيث يقال إن النجاسة لا تذهب إلا بغسلها بالماء فكيف أغسلها وأنا لا أستطيع مسحها، لأن عندي عقدة وأخاف انتقالها إلي، وزوجي لا يقبل مسحها، لأنه يعتبرها استجابة للوسواس ويقول لي إنها ليست بدم وأنا متأكدة أنها دم حتى لو مسحتها أخاف أن أصاب بعقدة ولا أستطيع استخدامها مرة أخرى وأنا جدا كئيبة ولا أعرف ماذا أفعل؟ أرشدوني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد لا تكون هذه البقع التي رأيتها دما، وإنما تكون شيئا من الوسواس الذي أنت مصابة به، وعلى فرض كونها دما فلا يحكم بتنجس الملابس باحتمال أنها أصابتها، لأن الأصل طهارة الملابس فلا يزول ذلك اليقين بمجرد الشك وعلى فرض تنجسها فإن الأمر يسير ـ إن شاء الله ـ ولا يلزمك غسل ثيابك، وذلك لأن الدم اليسير يعفى عنه فلا تجب إزالته، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 134899
فهوني عليك ولا تشقي على نفسك هذه المشقة البالغة، وعليك أن تستمري في معالجة هذا الوسواس بالإعراض عنه وعدم الالتفات إليه فلا تحكمي بتنجس شيء إلا بعد اليقين الجازم بأنه أصابته النجاسة، وعند التردد في كون هذا الذي ترينه دما، أو غير دم فالأصل الطهارة لا سيما وأن زوجك يجزم بكونه ليس دما، وعلى فرض أنه دم فمن أهل العلم من يرى العفو عن يسير الدم ولو في غير الملابس، فمن ثم ننصحك بالإعراض عن هذه الوسوسة وعدم الاسترسال معها، ولا علاج لها إلا هذا، وانظري لبيان كيفية علاج الوسوسة الفتويين رقم: 51601ورقم: 134196.
والله أعلم.