عنوان الفتوى : حكم تعامل الجنسين معاملة الأزواج على الهاتف
أحب واحدا ومن المستحيل أن نتزوج ولا أستطيع البعد عنه وأنا وهو نتعامل معاملة الأزواج على الهاتف، وأنا لا أعرف أبعد، أنا في البداية رفضته، ولكن من كثرة حبي له وافقت وأعرف أنه حرام، ولكن لا أفعل هذا الآن وأسأل الله أن يغفر لي وله، ولكن أسأل؟ هل يعتبر هذا زنا؟ ولا أعرف ماذا أفعل؟ وكيف أكفر عن ذنبي؟ لا أستطيع أن أبتعد عنه، لأنه أول حب في حياتي وعمري 28 سنة ولهذا الحب والدلال، هو يحبني جدا وهو في بلد وأنا في بلد آخر ومن المستحيل أن نتجتمع في يوم من الأيام إلا بمعجزة وأعرف أن هذا جنون، ولكن أطلب منكم المساعدة وأيضاً أصبحت أدمن العادة السرية وأحاول أن أصل إلى الذورة بهذا وللعلم أنا وهو نصلي ولا نقطع فرضا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن ما يعرف اليوم بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات أمر لا يقره الشرع ولا ترضاه آداب الإسلام، وما يحصل من التعارف بدعوى الرغبة في الزواج هو باب شر وفساد عريض تنتهك باسمه الأعراض وترتكب خلف ستاره المحرمات، وكل ذلك بعيد عن هدي الإسلام الذي صان المرأة وحفظ كرامتها وعفتها ولم يرض لها أن تكون ألعوبة في أيدي العابثين، وإنما شرع للعلاقة بين الرجال والنساء أطهر سبيل وأقوم طريق بالزواج الشرعي لا سواه، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 1769.
واعلمي أن ما كان بينك وبين هذا الرجل من الكلام المحرم عن طريق الهاتف ليس من الزنا الذي يوجب الحد لكن ذلك لا يعني أنه أمر هين، بل هو منكر قبيح وهو طريق للوقوع في الفاحشة وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم زنا، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.
وانظري الفتوى رقم: 25437.
وما يعرف بالعادة السرية عادة خبيثة محرمة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 7170.
فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله، وذلك بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود له واحذري من استدراج الشيطان ووسوسته لك بأنك لا تقدرين على الإقلاع عن هذا المنكر، واستعيني بالله تعالى واقطعي كل علاقة بهذا الرجل واشغلي نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك واجتنبي التمادي مع الأفكار والخواطر وكل ما من شأنه أن يزيد تعلق قلبك به، واجتهدي في تقوية صلتك بالله والحرص على تعلم أمور الدين واختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير مع كثرة الذكر والدعاء، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.