عنوان الفتوى : هل يشرع تعلم القرآن بمسجد فيه قبر
أنا أتعلم أحكام تلاوة القرآن، وأحفظ القرآن في مسجد فيه قبر، ولكن لا أصلي فيه. هل يجوز لذلك؟يعني هل يجوز أن أتعلم القرآن في مسجد فيه قبر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول ابتداء إننا لا نعلم نصا شرعيا في المنع من تعلم القرآن في المسجد الذي فيه قبر، ولكن ورد الدليل بالمنع من اتخاذ القبور مساجد، كما بيناه في الفتوى رقم: 104563والفتوى رقم: 110332. والعلة في هذا المنع سد الذريعة التي قد توصل إلى الشرك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان العلة من تحريم اتخاذ القبور مساجد:
نهى عن بناء المساجد على القبور، ولعن من فعل ذلك، ونهى عن تكبير القبور وتشريفها وأمر بتسويتها ونهى عن الصلاة إليها وعندها وعن إيقاد المصابيح عليها؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى اتخاذها أوثانا، وحرم ذلك على من قصد هذا، ومن لم يقصده بل قصد خلافه سدا للذريعة ... اهـ
والتردد على تلك المساجد لأجل قراءة القرآن أو تعلمه قد يفضي بالناس إلى تعظيم تلك المساجد لأجل ما فيها من القبور، ومن ثم يتقربون إلى الله تعالى بعبادته عندها بقصد البركة، وهذا من البدع التي قد تفضي إلى عبادة تلك القبور، فيدعى أصحابها ويستغاث بهم من دون الله تعالى.
ثم إن التردد على تلك المساجد أيضا فيه نوع إقرار بجواز بقاء تلك المساجد على حالها وعمارتها مع ما فيها من القبور، ومن المعلوم أن تلك المساجد لا تقر، بل لا بد من إزالة المسجد أو القبر كما قال شيخ الإسلام: فإن كان المسجد قبل القبر غير إما بتسوية القبر أو نبشه إن كان جديدا، وإن كان القبر قبله فإما أن يزال المسجد، وإما أن تزال صورة القبر. اهــ
والحاصل أننا لا نرى جواز التردد على تلك المساجد وعمارتها بقراءة القرآن ما دام فيها قبر سدا للذريعة، وينبغي لأهل العلم أن ينكروا ذلك بقدر المستطاع، وينبهوا الجهات المسؤولة إلى خطورة بناء المساجد على القبور، وأنه لا يجتمع في دين الإسلام قبر ومسجد.
والله أعلم.