عنوان الفتوى : من رأت الطهر بالجفوف خلال العادة
عادة أطهر من الحيض بالجفاف ونادرا بالقصة، واليوم بعد المغرب نزلت كدرة ثم توقفت فقلت سأنتظر يوما للتأكد أن الدم لن يرجع، لكن بعد العشاء خرجت القصة البيضاء فاغتسلت وصليت العشاء أولا ثم المغرب مع علمي بوجوب الترتيب، لكنني خشيت خروج العشاء، لأنني أعاني الوسواس فربما أطيل فصليتها وبعد أن انتهيت من صلاة العشاء تبين لي أنه كان لدي متسع من الوقت لصلاة المغرب ثم العشاء فهممت بإعادة المغرب ثم العشاء فنظرت الساعة فغلب على ظني أنني لو أعدتها وصليت المغرب ثم العشاء فإن الوقت سينتهي ربما أثناء إعادتي العشاء فتركت الإعادة للعشاء وصليت المغرب فقط، لأنني قلت لنفسي ما الفائدة لو أعدت العشاء وخرج الوقت أثناء ذلك فاكتفيت بالصلاة التي صليتها في الوقت، مع أنني أديتها قبل صلاة المغرب، فهل ما فعلته صحيح؟ وما حجة من يقل إن الترتيب غير واجب؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أولا أن الراجح عندنا أن المرأة متى رأت الطهر بإحدى علامتيه ـ الجفوف، أو القصة البيضاء ـ وجب عليها المبادرة بالغسل, وذهب بعض العلماء إلى أنها إذا رأت الطهر بالجفوف خلال العادة فإن لها أن تتلوم أي تنتظر اليوم ونصف اليوم، لأن عادة الدم أنه ينقطع ويجري, وهو اختيار ابن قدامة, والأول أحوط.
وأما ما سألت عنه فيما يتعلق بالترتيب بين الصلاتين: فإن العلماء مختلفون في وجوبه, والقول بعدم وجوبه قول قوي متجه, وما دام فعلك قد وافق هذا المذهب المعتبر فلا شيء عليك ـ إن شاء الله ـ وانظري لبيان طرف من أدلة القائلين بعدم وجوب الترتيب الفتوى رقم: 127637.
وننصحك بالسعي في علاج الوساوس والتخلص منها بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 134196.
والله أعلم.