عنوان الفتوى : هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر عند الركوع والسجود
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا لم نطلع على تحديد صيغ لأدعية النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه وسجوده وحصرها في عدد معين، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم صيغ مختلفة في الركوع والسجود، منها ما روى البخاري في صحيحه: عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن.
وعن محمد بن مسلمة رصي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي تطوعا يقول إذا ركع: اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت، أنت ربي خشع جميع سمعي وبصري ولحمي ودمي ومخي وعصبي لله رب العالمين. النسائي قال الشيخ الألباني: صحيح.
وفي صحيح مسلم عن حذيفة رضي الله عنه وذكر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وذكر ركوعه فقال: ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم. ثم قال سمع الله لمن حمده ثم قام طويلا قريبا مما ركع ثم سجد فقال سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريبا من قيامه. انتهى. وهو جزء من حديث طويل.
وفي مسلم أيضا:عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره.
وفي سنن أبي داوود عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
وفيه أيضا :عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن.
وفيه أيضا عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ. قال ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ثم سجد بقدر قيامه. والأحاديث الثلاثة صححها الألباني.
ومن خلال ما ذكر يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي في ركوعه وسجوده بأذكار مختلفة ربما يكرر بعضها أثناء الركوع والسجود.
ولم نقف على أنه أتى بها جميعا في ركوع واحد أو سجود واحد ولا ما ينفي ذلك.
وللمسلم أن يختار من هذه الأذكار ما يشاء فيكرر في ركوعه وسجوده ما يشاء من الأذكار التي تخص كل واحد منهما أو تصلح لكل منهما. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 109205.
والله أعلم.