عنوان الفتوى : مسابقات ملكات الجمال
السادة العلماء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلكم سمعتم عما جرى ويجري في عالمنا العربي والإسلامي عن ما يسمي بمسابقات ملكات الجمال فهل هل هذا يجوز من وجهة نظر الشرع ؟؟ وأين دور العلماء فيما يجري ؟؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فمسابقات ملكة الجمال ـ كما يزعمون ـ حرام ، ويأثم في هذا الفعل الشنيع من تتقدم لهذه المسابقة، ومن يشارك في التحكيم والتمويل وكل من له صلة بهذا الشأن العابث.
ولقد كرم الله الإنسان عامة والمرأة خاصة فأهانت نفسها وأهانها الآخرون بعرض مفاتنها ، وإظهار عوراتها في صورة مهينة تعود بها لعصر بيع الرقيق .
وفي الوقت الذي تعاني فيه الأمة من ابتلاءات ومحن تشيب له الرؤوس وتقشعر منها الأبدان تطل علينا هذه الأخلاق الجاهلية التي نقلد فيها غيرنا تقليدا أعمى لا صلة له بالإسلام ولا العرف ولا الذوق السليم.
وبهذا خرجت فتاوى الأفراد والمؤسسات الإسلامية في مصر وغيرها ولكن (لا يطاع لقصير أمر)
لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي
يقول الشيخ عبد الخالق الشريف أحد دعاة مصر :
تقوم شريعة الإسلام على ستر العورات، وصيانة الأعراض، ولما كانت مسابقات الجمال تقوم على كشف المرأة لجسدها لينظر إليها الرجال، ويحكموا على جمالها أو عدمه، فهذا من الأمور المحرمة، ولا يحل للأفراد ولا للدول الإسلامية أن تقوم بهذا الأمر.
ويقول فضيلة الدكتور نصر فريد واصل – مفتى الديار المصرية السابق-:
إن مسابقات ملكات الجمال التي تنتهك فيها الحرمات وتظهر عورات الفتيات ويتم تشجيعهن على عدم الالتزام بالحياء وبالأخلاق الإسلامية القويمة :حرام.. حرام.. وغير جائز شرعًا بأى حال.
لأن هذا الأمر لا يمكن أبدا أن يقره الإسلام ولا تقره أخلاق الفطرة لأن الحلال بين والحرام بين وهذا الأمر حرام بيّن وواضح وهو أمر معلوم من الدين بالضرورة.
وعلى من يشاركون في هذه المسابقات المشبوهة أن يدركوا أن كل ما يؤدى إلى الحرام حرام وكل ما يؤدى إلى الحلال حلال وهذه قاعدة شرعية عامة.
وفي تعليق سابق لشيخ الأزهر السابق الشيخ جاد الحق رحمه الله قال:
يا هول هذا الخبر وما حواه من استعراض لأجساد فتياتنا من سن 15-25 سنة ؛ هل هذا عودة إلى النخاسة والرقيق الأبيض أوقفوا هذه المهازل إننا ندعو جميع المسئولين بالتدخل لوقف مثل هذه المهرجانات الفاسدة المشبوهة والله يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
فواجب على أولي الأمر تجنيب بلاد المسلمين أسباب سخط الله تبارك وتعالى ؛ والبعد عن كل ما يودي بشبابها وفتياتها إلى الهاوية والعياذ بالله .
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله :
مِن البِدَعِ التي وفدتْ إلينا من البيئات الغربيَّة عنا تلك البِدْعة التي ظهرت ضيِّقة النطاق أولاً، ثم أخذتْ تَذِيعُ وتستشري كالوباء، بدعة إقامة المباريات المكشوفة، لاستعراض أجسام النساء، وأَخْذ مقاييس أغلب أطرافهن وأعضائهن، وهُنَّ في حالة أقرب إلى العُرْي والتجرُّد، مما لا يرتضيه عُرْفٌ سليم، ولا تَصَوُّنٌ كريم، ولا دِين إلهيّ يَهدِي إلى سواء السبيل.
إن الإسلام ينظر إلى المرأة على أنها موطن للصيانة والحصانة، فهي رمز العِفَّة والوَقَار، وهؤلاء الذين يُقيمون مباريات ملكات الجمال يتخذون المرأة سلعة مُمْتَهَنَة يتَّجِرُون فيها، إرضاء للرغبات والأهواء وتافه المقاصد.
ولذلك لا ينظر الإسلام إلى هذه المسابقات بعين الرضا أو القبول، ولسنا ندري سرَّ الشَّغَف بإجراء المسابقات بين أجسام النساء المتجرِّدات، وهناك ألوان من المسابقات الكريمة في مجالات العلوم والفنون والآداب والصناعات المختلفة، ويمكن عن طريق هذه المباريات الهادفة إلى التنافس الشريف النظيف وبذْل الجهود والطاقات لإبراز المَلَكات والخيرات في شتى شؤون الحياة ؟.
والأجدر بأبناء الإسلام ألا يُقلِّدوا الغرباء عنهم أو المفسدين منهم تقليدًا أعمى وقد آن الأوان أن يمدُّوا يد الإصلاح والتهذيب إلى هذه المسابقات المتحلِّلة؛ ليقيموها على سواء السبيل، حتى تكون مسابقات يَرْضَى عنها الدِّين الحنيف. أ.هـ
والله أعلم