عنوان الفتوى : المنتسبون للصوفية ليسوا سواء
كنت قد سئلت آنفا من بعض الإخوة عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي حلال أم حرام، وقد أجبتهم ولكن أردت التأكد من جوابي أصحيح أم أنه من الفتوى بغير علم لأني لست مؤهلا للفتوى ولكنها ثقافة لدي مكتسبة وهنا نص جوابي عليهم: بالنسبة لميلاد النبي صلى الله عليه وسلم فقبل أن نقول حرام أو غير حرام نقول ما الفائدة من ذلك؟ إن كان على سبيل التقرب إلى الله فنحن نعلم أن التقرب إلى الله لا يكون إلا بما شرع لنا سبحانه حيث أن جميع الأعمال الصالحة لها شرطان في القبول إخلاص النية لله، موافقتها لما شرع الله في كتابه أو أمر به نبيه في أحاديثه، والاحتفال بالمولد النبوي لم يرد فيه آية ولا حديث والنبي صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ. كناية عن شدة التمسك.. والإمام أحمد رحمه الله رأى رجلا في المسجد يصلي في غير وقت الصلاة فنهاه عن ذلك، فقال الرجل: أتنهاني عن الصلاة قال الإمام أحمد لا بل أنهاك عن مخالفة السنة. فإذا كانت الصلاة التي هي عبادة في الأصل كرهها السلف إذا كانت على غير طريقة النبي وأصحابه فالاحتفال بالمولد من باب أولى، ولو نقول الصوفية تفعل فتعلمون أن هناك حديث: وستفترق أمتي على73 ملة واحدة في الجنة و72 في النار. فلما سئل النبي عن هذه الفرقة قال: ما عليه أنا وأصحابي. ونعلم أن الصوفية الموجودة اليوم هي واحدة من تلك الفرق وهي تختلف عن أهل الصفة الذين كانوا على عهد النبي. أسأل الله سبحانه أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين أن يردنا إلى دينه رداً جميل إنه ولي ذلك والقادر عليه أفتوني؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأعلم أن الفتوى بغير علم أمر محرم وصاحبها مأزور آثم حتى وإن اتفق أن وافق قوله الصواب. لأنه أقدم على أمر لم يكن له الإقدام عليه. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 138799.
والكلام المذكور مقبول في الجملة وإن كانت عليه بعض الملاحظات مثل قولك (إن الصوفية من الفرق الضالة المتوعدة بالنار)، فهذا كلام غير صحيح بإطلاقه، لأن المنتسبين إلى الصوفية فيهم من هم من أهل الخير والفضل، وفيهم من هو من أهل البدع والخرافات، وفيهم من هو من أهل الشرك. فإطلاق كونهم فرقة من الفرق التي عناهم الحديث المذكور غير سليم، بل فيهم مثل ما في باقي طوائف الأمة المسلمة الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات بإذن الله، والصوفية أو الصوفي كمصطلح مجرد لا يتعلق به مدح ولا ذم بل يحكم على كل فرد أو فرقة بحسب حاله وحسب موافقته للحق أو مخالفته له، وقد سبق أن تحدثنا عن هذا الموضوع مفصلاً في الفتوى رقم: 322.
وإن كان الغالب على الطرق الصوفية المعاصرة هو الانحراف والبعد عن الصراط المستقيم كما بيناه في الفتوى رقم: 8500.
أما ما ذكرته عن الإمام أحمد فروى قريباً منه عبد الرزاق: عن ابن المسيب أنه رأى رجلاً يكرر الركوع بعد طلوع الفجر فنهاه فقال: يا أبا محمد: أيعذبني الله على الصلاة؟ قال: لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة. وراجع حكم الاحتفال بالمولد النبوي في الفتوى رقم: 1888.
والله أعلم.