عنوان الفتوى : كان لا يصلي ووقع في الزنا ويريد الاستمناء حتى لا يقع في الزنا مرة أخرى
أنا شاب عمري 24 سنة كنت قد وقعت في جريمة الزنا عدة مرات ، وأنا لا أصلي في عمري إلا أيام معدودة ، وأنا تبت من الزنا والحمد لله ، ولكن أمارس العادة السرية بكثرة عند دخولي المواقع الإباحية وبعد شعوري باللذة ، أتذكر الله تعالى وأخاف من عقابه على جرائمي التي أفعلها . سؤالي إذا كانت العادة السرية تطفئ شهوتي عن الزنا فهي حلال أم حرام؟
الحمد لله.
أصلح الله شأنك ، وجبر مصيبتك أيها المبتلى في دينه ،
إنك حقاً والله في محنة ، أي محنة ، ومصيبة أي مصيبة ، أن تنتقل من معصية إلى أخرى ، ومن بلية إلى ثانية .
أما آن أن تنتقل من وحل المعصية وقذارة الفاحشة ، إلى طهر الطاعة ، ونقاء الإيمان ، والطهر والعفاف ؟!
أما آن لك أن تترك سبل الشيطان التي يجرك إليها ، إلى الصراط المستقيم ؛ صراط الذين أنعم الله عليهم ، من النبيين ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ؛ فأي رفيق بعد هذه الرفقة الكريمة العظيمة ؟ وأي طريق بعد ذلك يا عبد الله ؟!
إن مصيبتك ليست فقط في أمر الزنا ، وإن كان فاحشة من أعظم الفواحش والمنكرات ، وليست فيما انتقلت إليه من ممارسة العادة السرية ، التي هي بريد وسبيل إلى الزنا ، مع أنها محرمة بذاتها ، واعتداء لحدود الله في حفظ الفرج . إن مصيبتك ـ فوق ذلك كله ـ هي في تركك للصلاة ، ولهذا لم تفق من معاصيك : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت/45.
فراجع إيمانك يا عبد الله ، وتب إلى الله تعالى توبة نصوحاً ، عسى ربك أن يرحمك :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) التحريم/8
وتوبتك النصوح تبدأ : بإقامة
الصلوات الخمس في أوقاتهن ، مع جماعة المسجد ، وأن تقلع عن تلك الفواحش ، وكل سبيل
يوصل إليها ، فامنع عن نفسك مشاهدة الصور المحرمة ، سواء في التلفزيون ، أو في
الإنترنت ، أو في غير ذلك ، أو سماع ما يهيجك على المعصية .
واجتهد في أن تكثر من الطاعات ، وأن تلازم أهل الخير والصلاح ؛ فإن كانت عندك قدرة
على الزواج ، فبادر به ، لتحصن فرجك ، وتغلق عن نفسك باب الفاحشة ، لكن بعد أن
تستقيم على أمر الصلاة التي هي أعظم طاعة فرضها الله على عباده ، بعد دخولهم في
الإسلام .
فإن عجزت عن الزواج ، فعليك بالصيام ، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم ، ليعينك
على صيانة فرجك ، وقطع سبل الغواية عنك :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ
مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ
لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ
وِجَاءٌ ) . رواه البخاري (5065) ومسلم (1400).
لكن لا تنس يا عبد الله ما ذكرناه لك ، من لزوم جماعة المسجد ، ومصاحبة الأخيار ،
والبعد عن رفقاء السوء ، سواء في مجالسهم ، أو منتدياتهم ، أو مراسلاتهم ؛ فاقطع
نفسك عن كل من يدلك على معصية ، أو يعينك عليها ، واجعل صلتك بمن يدلك على طريق
الله :
قال الله تعالى : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ
تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ
ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) الكهف/28
وراجع جواب السؤال رقم (13990)
و(101539) .
والله أعلم .