عنوان الفتوى : حكم تنزيل مواد من المواقع وبيعها بسعر التكلفة لنشر الخير

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

عندي استفسار حتى أبرئ الذمة أمام الله عز وجل: فماذا تعنون بالاستخدام الشخصي وليس التجاري؟ يعني أن الشخص عندما يبيع من مواد الموقع ويكون هدفه تغطية تكاليفه ويبيع بسعر زهيد جداجدا جدا والهدف هو إيصال الخير للناس والدعوة إلى الله وليس الربح المادي، فهل يجوز له أن يعمل ذلك؟ وأكرر مرة أخرى ليس الهدف الربح والذين يعملون لا يتقاضون أي أرباح، وفقكم ربي وأنار دربكم.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المتبادر من عبارة الاستخدام الشخصي هو انتفاع الشخص نفسه من المادة المرفوعة وأيضا قد يظهر في العبارة والحال أن المواقع التي تسمح بالاستخدام الشخصي لا التجاري لمحتواها لا تمانع من نشر موادها وتوزيعها على أكثر من شخص، وإنما تمنع أن يتخذ ذلك وسيلة للتربح والتكسب، ولذلك  لا يظهر لنا مانع من تنزيل مواد هذه المواقع وبيعها بسعر التكلفة من باب نشر الخير والإعانة عليه، لا من باب المتاجرة والتربح، وكذلك الحال مع كل المواقع الخيرية التي لا تتكسب بنشر محتوياتها: لا بأس ـ إن شاء الله ـ ببيع موادها بسعر التكلفة للغاية نفسها، لأن هذه الطريقة ليس فيها إضرار بها، وإنما فيها معونة على تأدية رسالتها.

أما المواقع التي تبيع موادَّها وتمنع من تنزيلها إلا بمقابل مادي: فلا يجوز نشر موادها ولو بسعر التكلفة لما في ذلك من الإضرار المادي بها والاعتداء على حقوقها، فإن الذي عليه مجامع وهيئات الفتوى المعتبرة كهيئة كبار العلماء ومجمع الفقه الإسلامي، أن الحقوق الأدبية محفوظة لأصحابها، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 13169، ورقم: 6080.

وقال الشيخ بكر أبو زيد في فقه النوازل: إن هذه الفقرات التي تعطي التأليف الحماية من العبث والصيانة عن الدخيل عليه، وتجعل للمؤلف حرمته والاحتفاظ بقيمته وجهده، هي مما علم من الإسلام بالضرورة، وتدل عليه بجلاء نصوص الشريعة وقواعدها وأصولها. اهـ.

والله أعلم.