عنوان الفتوى : ليس من شروط صحة الصوم الغسل من الجنابة
في العام الماضي مرة التقيت صديقي(حبيبي) و قبّلني و أحسست به. و في اليوم الموالي صمت دينا علي دون اغتسال. فهل صومي صحيح؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أيتها السائلة أولا التوبة إلى الله تعالى مما ذكرت, فمن المعلوم أنه لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقة صداقة بينها وبين رجل أجنبي، فضلا عن أن تمكنه من نفسها على النحو الذي ذكرته، ولا حول ولا قوة إلا بالله, وانظري الفتوى رقم: 66135. والفتاوى المرتبطة بها.
وفي خصوص ما سألت عنه فمجرد التقبيل لا يوجب الغسل، ولو افترضنا أنك أنزلت ولم تغتسلي، فإن ذلك لا يفسد صوم اليوم الموالي ؛ لأن الغسل من الجنابة ليس شرطا في صحة الصوم، بل ولا يفسد صوم اليوم الحاضر على الراجح. فصومك صحيح.
وإذا كنت تعصين الله أثناء الصيام فإن صومك ناقص الأجر، وقد يذهب أجره بالكلية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه. رواه البخاري. وفي مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه واللفظ له من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ... اهـ.
فاتقي الله أيتها السائلة، واحذري العودة لما بدر منك، فإنها خطوة من خطوات الشيطان التي يستدرجك بها إلى ما هو أكبر من القبلة وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم. {النور :21}. وإذا كنت تقصدين بقولك : أحسست به أنك أنزلت . فإنك بذلك تكونين قد أجنبت، وبالتالي فإن صلواتك قبل الاغتسال من الجنابة غير صحيحة . فلا بد من إعادتها عند جمهور أهل العلم .
والله تعالى أعلم .