عنوان الفتوى : ختم المصحف الأولى ألا يكون في أكثر من أربعين يوما
ماهو أقل الورد اليومي ؟ وهل إذا قرأت في اليوم مثلا 20 آيــة هل تـُجزئ أو تكون بذلك هجرا للقرآن ؟ وهل من الواجب ختم القرآن كل شهر مرة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقراءة القرآن مستحبة غير واجبة، وهي من فضائل الأعمال، ولا يجب من ذلك إلا قراءة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة، جاء في الموسوعة الفقهية: يستحب الإكثار من قراءة القرآن خارج الصلاة ، لقول الله تعالى : { يتلون آيات الله آناء الليل } ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا حسد إلا في اثنتين ، رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار. انتهى.
لكن ذكر العلماء أنه ينبغي أن يختم القرآن في أربعين يوما على الأقل، وأنه يكره تأخير ختمه إلى أكثر من ذلك لغير عذر، قال ابن قدامة رحمه الله: ويكره أن يؤخر القرآن أكثر من أربعين يوما لأن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عبد الله بن عمرو في كم يختم القرآن ؟ قال : في أربعين يوما ثم قال في شهر ثم قال في عشرين ثم قال في خمس عشرة ثم قال في عشر ثم قال في سبع لو ينزل من سبع.أخرجه أبو داود.
وقال أحمد: أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين، ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به، فكان ما ذكرنا أولى، وهذا إذا لم يكن له عذر، فأما مع العذر فواسع له. انتهى.
فينبغي لمن لا عذر له أن يجعل لنفسه وردا يوميا بحيث لا تزيد مدة الختم على أربعين يوما، ولا يأثم إن تجاوز تلك المدة، وإن استطاع أن يختم في أقل منها فحسن، وكلما زاد من القراءة فهي زيادة خير يرجى له ثوابها، غير أنه لا ينبغي أن يختم في أقل من ثلاث. وكل أحد يستطيع أن يحدد الورد اليومي الذي يستطيع المواظبة عليه، بحسب شغله وفراغه، ولكن ينبغي أن يداوم على ما يرتبه على نفسه من طاعة؛ فإن أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل.
والله أعلم.