عنوان الفتوى : وجوب الإقلاع عن الكذب ومجاهدة النفس على الصدق
مشكلتي أنني لاحظت في الآونة الأخيرة أنني بدأت أكذب، فالمرة الأولى التي كذبت فيها صححت خطئي واعتذرت لمن كذبت عليها وصارحتها بالحقيقة، لكن في المرة الثانية لم أصارح من كذبت عليها، وللعلم فإن الكذبة الأولى والثانية ليست لهما مضرة على الآخرين وسأقول موضوع الكذب وأتمنى أن تعينوني على طمس هذا الخلق المذموم قبل أن يصبح عادة: في كلتا المرتين أكذب في النتيجة التي أحصل عليها فالمرة الأولى استطعت الاعتذار لصديقتي، لكن المرة الثانية لم أستطع، وللعلم فإنني لم أضف إلى نقاطي إلآ 0.25. أرجوكم ساعدوني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالكذب معصية شنيعة وخلق ذميم ثبت تحريمه والوعيد في شأنه لما يجلب من المعاصي والمنكرات والميل عن الاستقامة على الطاعات، فقد قال صلي الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: وأما الكذب فيوصل إلى الفجور، وهو الميل عن الاستقامة، وقيل الانبعاث في المعاصي، قوله صلى الله عليه وسلم: وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاـ وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ـ قال العلماء هذا فيه حث على تحري الصدق وهو قصده والاعتناء به وعلى التحذير من الكذب والتساهل فيه فإنه إذا تساهل فيه كثر منه فعرف به وكتبه الله لمبالغته صديقا إن اعتاده، أو كذابا إن اعتاده، ومعنى يكتب هنا يحكم له بذلك ويستحق الوصف بمنزلة الصديقين وثوابهم ،أو صفة الكذابين وعقابهم والمراد إظهار ذلك للمخلوقين إما بأن يكتبه في ذلك ليشتهر بحظه من الصفتين في الملإ الأعلى، وإما بأن يلقي ذلك في قلوب الناس وألسنتهم كما يوضع له القبول والبغضاء وإلا فقدر الله تعالى وكتابه السابق قد سبق بكل ذلك والله اعلم. انتهى.
وبناء على ما تقدم، فالواجب عليك أن تقلعي عن الكذب وتتوبي إلى الله مما صدر منك منه وتجاهدي نفسك على الصدق، وقد سبق لنا بيان وسائل التخلص من الكذب وذلك في الفتويين رقم: 134431، ورقم: 66669
ولا يجب عليك الاعتذار لصديقتك المذكورة إذ لا تترتب على كذبك مضرة لها.
والله أعلم.