عنوان الفتوى : هل تبطل الصلاة إذا أخطأ في الفاتحة
ما هي مبطلات الصلاة؟ وهل من أخطأ في الفاتحة خطئا بسيطا تبطل صلاته؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ـ أرجو تفسير الحديث تفسيرا جيدا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمبطلات الصلاة قد أوضحناها في الفتوى رقم: 6403، فانظرها ، وأما الخطأ في الفاتحة: فإن كان يسيرا لا يحيل المعنى فلا تبطل به الصلاة, وأما إن كان الخطأ في الفاتحة لحنا محيلا للمعنى، أو أبدل المصلي حرفا بحرف، أو أسقط من الفاتحة حرفا، أو نحو ذلك، فإن صلاته لا تصح, وهذا إذا كان المصلي ممن إذا علم تعلم, وأما إذا كان عاجزا عن التعلم فصلاته صحيحة، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها, وسهل بعض العلماء في الحروف المتقاربة كالضاد والظاء, وانظر لتفصيل ذلك الفتوى رقم: 113626
وحيث ترك المصلي من الفاتحة حرفا، أو أبدله بغيره، أو لحن لحنا يحيل المعنى وهو قادر على الصواب لم تصح صلاته سواء كان متعمدا، أو ساهيا, ولا ينافي هذا وضع الخطإ والنسيان عن هذه الأمة، لأن وضع الخطإ والنسيان معناه عدم المؤاخذة به, وهو إذا وقع منه ذلك نسيانا لم يكن آثما ولا مستحقا للعقاب, ولكن يبقى هذا الواجب في ذمته، لكونه لم يأت به على وجهه, ولذلك مزيد تفصيل انظره في الفتوى رقم: 142611.
وأما الحديث: فمعناه واضح وهو أن الله تعالى لا يؤاخذ هذه الأمة بما وقع منهم على سبيل الخطإ، أو النسيان أو الإكراه وهذا من رحمته تعالى بعباده, وأصح من هذا الحديث في الدلالة على هذا المعنى, ماثبت في صحيح مسلم عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ { البقرة: 284} قال دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا ـ قال فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله تعالى :لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ـ قال قد فعلت: رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ـ قال قد فعلت ـ وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا ـ قال قد فعلت.
والله أعلم.