عنوان الفتوى : ما يصح إخفاؤه عن الزوج وما لا يصح
ما حكم الإسلام في المرأة التي تخفي بعض الأشياء عن زوجها. وإن كانت هناك بعض الأشياء المباحة فما هي؟ .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحياة الزوجية تقوم على الصدق والوضوح من كلا الزوجين، ليتحقق فيها معنى المودة والرحمة التي هي ثمرة طبيعية للحياة الزوجية الصحيحة.
وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأمور التي ينبغي على المرأة ألا تفعلها إلا بعلم زوجها، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في بعض حديثه: "... ولا تنفق امرأة شيئاً من بيت زوجها، إلا بإذن زوجها، قيل: ولا الطعام؟ قال: ذلك أفضل أموالنا" رواه أحمد والترمذي.
وروى الترمذي وابن ماجه والنسائي عن عمرو بن الأحوص في حديث خطبة الوداع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "... فأما حقكم على نسائكم ألا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون...".
وهناك بعض الأشياء يجوز للمرأة إخفاؤها على زوجها، كأن يكون فيها بعض العيوب التي إن أخبرته بها كان ذلك سببا في نفرته وغضبه عليها، وذلك مما يضعف العلاقة الزوجية، ويوهي دعائمها.
كما يجوز لها إخفاء أعمالها الصالحة من الصدقات، وصلاة النوافل، إلا الصوم التطوعي، فإنه لابد أن يأذن فيه الزوج.
ويجوز لها كذلك إخفاء المعاصي التي بينها وبين الله، لأن الله تعالى أمر أن يستر الإنسان نفسه إذا عصاه عن كل أحد، كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل أمتي معافاةٌ إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملاً ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يافلان، قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، فيبيت يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه". فتوبة المرأة خير لها في دينها ودنياها.
وإن كان لدى السائلة الكريمة شيء معين تريد أن تعرف جواز إخفائه عن زوجها من عدمه، فلتخبرنا به.
والله أعلم.