عنوان الفتوى : قول أهل العلم في وضوء من نام جالساً
هل ينقض الوضوء إذا نمت جالساً عندما أستمع إلى خطبة الجمعة أو في أي صلاة أخرى، أنام أو أفقد الوعي في حالة الجلوس ولكن لا أكون مستنداً إلى الجدار سمعت أن هذا لا ينقض الوضوء فهل هذا صحيح؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في انتقاض الوضوء بنوم الجالس اختلافاً كثيراً، وأصح الأقوال في هذه المسألة أن من نام جالساً ممكِّناً مقعدته من الأرض لا ينتقض وضوءه.
والأدلة على ذلك من صحيح الأحاديث النبوية كثيرة، منها ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: "أقيمت صلاة العشاء فقال رجلٌ: لي حاجة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يناجيه حتى نام القوم، أو بعض القوم، ثم صلوا" وفي رواية: "حتى نام أصحابه، ثم جاء فصلى بهم".
وإنما فسرنا النوم في هذا الحديث بأن المقصود به نوم الجالس الممكن مقعدته من الأرض، لورود أحاديث أخرى تفيد أن النوم ينقض الوضوء بدون تفصيل يذكر فيها، فحملنا كل نوع من أنواع الأحاديث على نوع من أنواع النوم حتى تجتمع الأحاديث، ولا يعارض بعضها بعضاً، وهذا مذهب جماعة من الصحابة منهم ابن عمر وابن عباس وأبو هريرة رضي الله عنهم، وهو مذهب الإمام الشافعي رحمه الله.
والله أعلم.