عنوان الفتوى : صل في المسجد وأمر أهلك بالصلاة
السلام عليكم أنا محافظ على صلواتي والحمد لله، ولكني مع الأسف ثقيل النوم مع عدم تعودي على صلاة المسجد طوال عمري، فلذلك أصلي بعض صلواتي اليومية في البيت، ولا أسمع الأذان من بيتي لوجود مسافة لابأس بها، بالإضافة لصوت المكيفات، وعندما أصلي في البيت أحث أهلي وأولادي وبناتي على الصلاة معي جماعة، بينما بعضهم قد يتكاسل عن الصلاة أو ينساها. فهل صلاتي مقبولة؟ جزاكم الله خيرا .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم -أخي الكريم- أن الصلاة في المسجد ليست مسألة اختيارية من شاء فعلها ومن شاء تركها. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف الى رجال فأحرق عليهم بيوتهم … الخ" . [الحديث رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]. وروى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : "من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم … إلى أن قال : ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف". وروى مسلم أيضاً " أن رجلاً أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة فقال نعم قال فأجب" فهذه الأحاديث وما شابهها فيها دلالة واضحة على وجوب صلاة الجماعة على الرجال القادرين غير المعذورين وبناء عليه فلا يجوز لك التخلف عن صلاة الجماعة بحجة أنك سوف تصلي بأهل بيتك، ولكن من كان من أهلك يجب عليه الذهاب إلى المسجد فاذهب به معك إليه، ومن كان لا يجب عليه الذهاب فاتركه، وإذا رجعت من المسجد فأمره بالصلاة وتابعه حتى تتأكد من صلاته. والله يوفقنا وإياكم.
والله تعالى أعلم.