عنوان الفتوى : توظيف العمر في طاعة الله تعالى
قد قرأت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يتحدث عن الأسئلة التي سوف يسألها الله لكل عبد وأمة ـ وهي: عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟ وعن ماله من أين كسبه؟ وفيم أنفقه؟ وأريد أن أسألكم عن الإجابة النموذجية كما يقول عامة الناس، أو الإجابة المثالية التي ترضي رب العالمين في هذا الموقف وبالأخص عن عمره فيما أفناه؟ فما الذي يجب أن نفني فيه أعمارنا حتى نحضر ونستعد للإجابة عن هذه الأسئلة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا السؤال سؤال مهم جدا، لتعلقه بواحد من أهم المواقف والامتحانات التي يواجهها العبد في مستقبله فعلى العبد أن يعد العدة لذلك ـ بالعمل بما يرضي الله ـ ويهتم بالأمر فيتعرف على ما يرضي الله تعالى في الأمور المذكورة في الحديث ويحمل نفسه على العمل بذلك ويوظف عمره كله في طاعة الله تعالى، ويقدم أهم الأعمال ـ كتعلم العلم الشرعي وتعليمه ونشره بين الناس ويكثر من تلاوة القرآن ومن صلاة التطوع والأذكار ويأخذ وقتا للتكسب المباح ليغني به نفسه عن الآخرين وليستعين به على الإنفاق فيما يرضي الله، وعليه أن يتحري في كسبه ما كان مباحا، وفي إنفاقه ما كان مباحا مع مراعاة تقديم الأوجب والأهم، فإنفاقه على نفسه وأهله أوجب وهو مقدم على غيره، وإنفاقه على أرحامه أفضل من الإنفاق على غيرهم، ففي حديث مسلم: دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا: الذي أنفقته على أهلك.
وفي حديث البخاري: خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول.
هذا ولم نطلع على نص يفيد جوابا لفظيا لهذه الأسئلة، كما في حديث أسئلة القبر، ولكن من عمل بما يرضي الله في هذه الأشياء في الدنيا فسيوفق للإجابة الصحيحة، وراجع للمزيد في مسألة العمر الفتاوى التالية أرقامها: 79844، 74919، 31499، 75866.
والله أعلم.