عنوان الفتوى : رفع اليدين يكون في جميع دعاء القنوت
متى ترفع الأيدي في قنوت الوتر؟ هل بعد الانتهاء من حمد الله والثناء عليه والبدء بالدعاء؟ أم من بداية الحمد والثناء على الله؟ أي: عندما يبدأ الإمام أو المصلي بالدعاء يستحب له الحمد والثناء على الله ثم يسأل الله حاجته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فرفع اليدين في دعاء القنوت في الوتر مستحب, وهو مروي عن جمع من الصحابة, وعمومات الأحاديث تدل عليه, وإليه ذهب كثير من العلماء, جاء في الروض مع حاشيته: فيرفع يديه إلى صدره ويبسطهما وبطونهما نحو السماء ـ ولو كان مأموما ـ لحديث مالك مرفوعا: إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها. رواه أبو داود.
وللخمسة إلا النسائي من حديث سلمان: إن الله يستحي أن يبسط العبد يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبين. ويكون بينهما فرجة, ورفع اليدين في الدعاء متواتر تواترا معنويا, واستحبابه في القنوت مذهب أبي حنيفة والشافعي. انتهى.
ورفع اليدين عند من استحبه من العلماء في دعاء القنوت ـ سواء في ذلك ما كان ثناء على الله تعالى, أو ما كان من دعاء المسألة ـ ولم نر أحدا من العلماء فرق بين النوعين فاستحبه في دعاء المسألة دون الثناء على الله تعالى, والدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لابن بنته ـ الحسن رضي الله عنه ـ يشتمل على النوعين، ففيه المسألة في قوله: اللهم اهدني ـ إلخ, وفيه الثناء على الله تعالى في قوله: إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت.
وبه يتضح لك أن رفع اليدين يكون في جميع دعاء القنوت دون تفريق بين بعضه وبعض .
والله أعلم.