عنوان الفتوى : من الجائز ألا تأكل الأرض أجساد غير الأنبياء
رأيت على شاشة التلفاز برنامجا حول دير للنصارى بمصر يعتبرونه أول دير في العالم، ومما عرضوا في هذا البرنامج جثة مغطاة قال القس إنها تعود لأحد القساوسة مات قديما وبعد دفنه بمدة وجدوه كما هو حتى إن رجله اليمنى منتنية، وسؤالي هو: كيف يمكن تفسير هذا؟ الأرض لم تأكل جسد القس رغم أنه ـ حسب البرنامج ـ مات على النصرانية، أي أنه مات كافرا؟ ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الأرض حرم عليها أكل أجساد الأنبياء. أرجو التوضيح، جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حديث: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.
لا يفيد حتمية أكلها لأجساد غيرهم، فقد يبقى الله تعالى أجساد غيرهم ـ إما كرامة لهم كالشهداء أو لحكمة يريدها ـ والمهم أن يثبت ما ذكر، فإذا ثبت فعلا فإنه ليس بمستبعد وقوعه، وإذا كان القس المذكور على الدين الصحيح ـ دين عيسى عليه السلام قبل تحريفه ـ فإن بقاء جسده لا يستغرب فمن كان من أهل ذلك الزمان على دين عيسى وموسى وسائر أنبياء الله تعالى فهو من المسلمين المقبولين عند الله عز وجل، فالله تعالى يقول: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ.
{آل عمران:19}.
وقال تعالى: قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.
{ آل عمران:84}.
والله أعلم.