عنوان الفتوى : الترغيب في بذل المال لدفن الموتى
جمعية التكافل الإسلامي: كما تعلمون أن في عصرنا هذا أصبح الدفن يكلف مالا وفي بعض الأحيان مالا كثيرا كحالنا في إسبانيا يكلف 4000 أورو طلبي منكم أن تكتبوا لي بعض الأحاديث التي تحفز على الإنفاق لدفن الميت لكي نجمع ثمن ميت أو خمسة لكي نستعد إذا مات ميت في مسجدنا نرسله دون تعطل، وجزاكم عنا كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاكم الله خيرا على حرصكم على القيام برعاية حقوق موتى المسلمين، وإكرامهم بدفنهم، ونسأل الله أن يعينكم على ذلك.
وأما بخصوص ما جاء في الترغيب في ذلك؛ فيكفي من يفعل ذلك أنه يقوم بواجب كفائي عن المسلمين، وأفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه هو أداء ما فرض عليه كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه. الحديث رواه البخاري.
والتعاون على ذلك من التعاون على البر والتقوى.
وقدر أخرج الحاكم في المستدرك عن أبي رافع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غسل ميتا فكتم عليه غفر له أربعين مرة، ومن كفن ميتا كساه الله من السندس، وإستبرق الجنة، ومن حفر لميت قبرا فأجنه فيه أجري له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وأخرجه أيضا البيهقي، وصححه الألباني في أحكام الجنائز.
وهذه فضيلة عظيمة لمن حفر للميت فأجنه، أي: ستره في القبر.
ويدخل في ذلك من يتكفل بثمن ذلك؛ كما أن أجر من أسكن مسكنا في الحياة يحصله من اشترى مسكنا فأسكن فيه محتاجا.
قال الشيخ: أحمد حطيبة في شرح رياض الصالحين: وفيه: (من غسل مسلماً فكتم عليه غفر الله أربعين مرة، ومن حفر له فأجنه) أجنه أي: أخفاه وواراه بمعنى: دفنه، قال: (جرى عليه كأجر مسكن أسكنه إياه إلى يوم القيامة)، فالمقبرة التي تجعلها للناس كلما دفن فيها شخص كان لك أجر ذلك، وكأنك أجرت له منزلاً إلى يوم القيامة، والأجر عند الله عز وجل، ولا يتحول إليك إلا يوم القيامة. انتهى.
فلتحرصوا على هذا العمل الصالح. أعانكم الله ويسر لكم.
والله أعلم.