عنوان الفتوى : الفرق بين الكفل والنّصيب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

قال تعالى : ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ) : ما الفرق بين الكفل والنصيب ؟ هل الكفل أعلى وأثقل من النصيب في الثواب والعقاب ؟ وهل يقترن الكفل بالسوء ، أو نستطيع توظيفه في الجانب الحسن ؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله

أولا :

النصيب : هو الحظّ من كلّ شيء .

ينظر : الصّحاح (1/225) ، ولسان العرب (1/761) مادة نصب .

والِكْفل : هو الحظّ والضِّعف من الأجر والإثم ، ويأتي بمعنى المثل ، وفي التنزيل : ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِه ) الحديد/ 28 ، قيل : معناه ضعفين ، وقيل : مثلين .

ينظر : تهذيب اللّغة (10/250) ، ولسان العرب (11/589) مادة كفل .

فالنصيب والكفل بمعنى واحد ، كما سبق عند أهل اللّغة .

وقد فرّق بعض أهل العلم بينهما في الاستعمال في هذه الآية الكريمة بما يأتي :

1- أنّ الكفل يستعمل في الشّدّة وفي الشّيء الرديء . قال القاسمي رحمه الله : " نكتة اختيار النصيب في ( الحسنة ) والكفل في ( السيئة ) : ما أشرنا إليه ، وذلك أن النصيب يشمل الزيادة ، لأن جزاء الحسنات يضاعف ، وأما الكفل فأصله المَرْكَب الصَّعب ، ثم استعير للمِثل المُساوي ، فلذا اختير ، إشارة إلى لطفه بعباده ، إذ لم يضاعف السيئات كالحسنات . ويقال : إنه وإن كان معناه المثل ، لكنه غلب في الشر ، وندر في غيره ، كقوله تعالى : يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رّحْمَتِهِ [ الحديد : 28 ] ، فلذا خُص به السيئة ، تطرية [ أي : تحسينا للعبارة ] ، وهرباً من التكرار" انتهى . "

محاسن التأويل". وينظر : "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفاني ( ص718 ) .

2- إنّ المغايرة بينهما في الآية لكون الكفل يستعمل في الشّرّ كثيراً . قال أبو حيّان في البحر المحيط (3/322) : " وغاير في النصيب فذكره بلفظ الكفل في الشفاعة السيّئة ؛ لأنّه أكثر ما يستعمل في الشّرّ ، وإن كان قد استعمل في الخير ؛ لقوله تعالى : ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِه ) [الحديد : 28] " .

وقال القرطبي رحمه الله (5 / 296) : " ويستعمل في النصيب من الخير والشّر، وفي كتاب الله تعالى : ( يؤتكم كفلين من رحمته ) " .

والله أعلم .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...