عنوان الفتوى : مسائل حول النية في العبادة
سؤالي عن النية في العبادة، في كل من الآتي: قراءة البقرة كل ثلاثة أيام هل أقرؤها بنية طرد الشيطان من المنزل أم بنية الإخلاص لله تعالى وبعد ذلك يتم طرد الشيطان من المنزل؟ صلة الرحم هل أصلها بنية إطالة العمر أم بنية الإخلاص ثم بعد ذلك تكون الإطالة، وغيرها؟ وكذلك أرجو أن تفصلوا في موضوع فساد النية في العبادة من أجل الحصول على غرض دنيوي لا للإخلاص لله تعالى. وكذلك النية التي يحب استحضارها عند قراءة القرآن عموما والأذكار كذلك؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا نعلم دليلاً على استحباب قراءة سورة البقرة كل ثلاثة أيام، وإنما ورد الترغيب في قراءتها من غير قيد في قوله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم قبوراً إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. أخرجه مسلم.
واعلم أن الذي ينبغي للمسلم هو أن يقصد بعمله وجه الله تعالى، وأن ينوي به التقرب إليه وابتغاء مرضاته، وسيصل إليه كل ثواب موعود على هذا العمل، وهذه هي المنزلة الأكمل فمن وصل رحمه ابتغاء وجه الله فحسب حصل له ما وعد من الثواب بطول العمر وسعة الرزق مع تمام الأجر، ولا بأس بنية الثواب الموعود من سعة الرزق وطول العمر بصلة الرحم أو نية طرد الشيطان بقراءة سورة البقرة، مع نية التقرب إلى الله تعالى ولا ينافي ذلك الإخلاص، وإن كان تمحيض العمل للقربة أولى وأكمل. وانظر تفصيل القول وبعض كلام أهل العلم في هذا المعنى في الفتوى رقم: 129078.
وبه يتبين ما ينبغي لك أن تنويه بصلة الرحم وقراءة القرآن وبالذكر عموماً، وأما إرادة الدنيا بالعمل الصالح وتجريد النية لذلك فأمر فيه تفصيل بين من فعل من العبادة ما جعله الله سببا لحصول شيء لمجرد أن يعطيه الله ذلك الشيء كمن قرأ سورة البقرة لطرد الشيطان من بيته ومن وصل رحمه ليوسع له في رزقه وبين من فعل العبادة ليراه الناس فيظنوا به خيرا فهو في المسألة الأولى عابد لله مأجور من الله ، وفي المسألة الثانية مراء قد حبط عمله وتعرض لسخط الله وعقابه .
والله أعلم.