عنوان الفتوى : وجوب الاحتياط في أمر الذبائح في بلاد الوثنيين
أكثر من مرة راسلتكم طالبا حيث استفتيتكم بخصوص عدة أمور، فجزاكم الله خيراً وزادكم الله علما، الآن أراسلكم لأسألكم بخصوص عدة أمور، ولكنني في هذه الرسالة سأسألكم سؤالا واحداً على أن تتبع هذه الرسالة عدّة رسائل أخرى كل واحدة منها تحتوي على سؤال، سؤالي الأول: أنا الآن متواجد في الصين لمدة أربعة شهور، ولكن تواجهني مشكلة الأكل خصوصا أنهم ليسوا من أهل الكتاب. في بعض الأحيان لا نجد مطعما لأهلنا المسلمين من الصين في بعض المدن لأن المسلمين الصينيين قلة، ولكن نجد مطاعم أصحابها يهود مثل الماكدونالدز، وأول ما يتبادر إلى ذهني هي طريقة الذبح أو من الذي قام بذلك خصوصا بوجود الوثنيين والبوذيين والكفار بشكل عام، حيث إننا نعرف أنه يجوز لنا أكل ما ذبح على طريقة شريعتنا السمحة حتى لو قام بذلك من أهل الكتاب، لكن كل الخوف هو أن من يقوم بذلك هو من الكفار حتى لو كان ذبحا آلياً بالطريقة الحديثة، صراحة معظم أكلي الآن يقتصر على الفواكه لكني الآن أريد التغيير خوفا من السأم، علما بأني لا أجيد الطهو، فماذا تفتونا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا في الفتوى رقم: 129341 بيان أن الأصل في الذبائح الحرمة حتى تعلم حليتها، بكونها ذكيت ذكاة شرعية بقطع الحلقوم والودجين، وكان المباشر للذكاة من المسلمين أو من أهل الكتاب، فما كان كذلك جاز تناوله، وإلا لم يجز.. وبينا كذلك أنه إذا غلب على الظن أن طريقة الذبح غير شرعية وجب حينئذ الاحتياط بعدم أكله استبراء للدين.
ولا يخفى أن دولة كالدولة المذكورة في السؤال يغلب على الظن أن الذبح فيها لا يتم بطريقة شرعية، وأن الذابح ليس من المسلمين ولا الكتابيين، وفي مثل هذه الحال يجب التحري والسؤال عن ديانة الذابح وطريقة الذبح، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 26282، والفتوى رقم: 40109، والفتوى رقم: 44684.
ثم ننبه السائل الكريم على أن له متسعاً في أنواع الأطعمة التي لا تقتضي التذكية، كأنواع الأسماك وما تنبته الأرض.
والله أعلم.