عنوان الفتوى : محل الإتيان بذكر: سبحان رب العالمين؛ الهوي..
بالنسبة لقيام الليل ورد حديث (كنت أبيت عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت أسمعه إذا قام من الليل يقول: سبحان رب العالمين؛ الهوي، ثم يقول: سبحان الله وبحمده؛ الهوي)،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث رواه النسائي بهذا اللفظ من حديث ربيعة بن مالك الأسلمي وللترمذي نحوه وقال حسن صحيح، ومعنى الهوي الحين من الليل، قال المباركفوري: الهوي، بفتح الهاء وكسر الواو ونصب الياء المشددة قال الطيبي: الحين الطويل من الزمان، وقيل مختص بالليل، والتعريف هنا لاستغراق الحين الطويل بالذكر بحيث لا يفتر عنه بعضه والتنكير لا يفيده نصاً. انتهى.
ولم يذكر ربيعة رضي الله عنه الموضع الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي فيه بهذا الذكر لأنه لم يكن مشاهداً له، ومن ثم اختلفت أنظار العلماء في موضعه؛ فمنهم من ذكره في باب ما تستفتح به صلاة الليل، فيكون على هذا من أدعية الاستفتاح، ومنهم من ذكره في باب ما يدعى به عند الانتباه من النوم فيكون محله على هذا قبل الصلاة، قال في مرعاة المفاتيح: رواه النسائي. أي بهذا اللفظ في باب ذكر ما يستفتح به القيام من كتاب قيام الليل. وللترمذي نحوه أي بمعناه أخرجه في باب الدعاء إذا انتبه من الليل من أبواب الدعوات.. وأخرجه أيضاً أحمد وابن ماجه في باب ما يدعو به إذا انتبه من الليل من أبواب الدعاء، والبيهقي. انتهى.
والأمر في هذا واسع إن شاء الله، فمن أكثر من هذا الذكر عند انتباهه من نومه فقد أحسن، ومن أتى به في استفتاح صلاته فقد أحسن.
والله أعلم.