عنوان الفتوى : محل جواز الاجتماع على القراءة والذكر والدعاء
هل يجوز للنساء إقامة حلقات ودروس القرآن الكريم وختمه في المنازل؟ وما حكمه إذا اجتمعن بدار المرحوم في ظل حبس زوجته (للعدة) وهذا لا يعني ختمة لروح الميت؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاجتماع على قراءة القرآن وذكر الله من الطاعات المندوبة كما في الحديث: وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم.
قال ابن تيمية: الاجتماع على القراءة والذكر والدعاء حسن إذا لم يتخذ سنة راتبة، ولا اقترن به منكر من بدعة. انتهى.
فالمحذور في مثل هذا الاجتماع أن يصاحبه ابتداع مثل تحديد لعدد أو وقت أو هيئة أو ترديد بصوت واحد مما لم تثبت مشروعيته.
قال الشاطبي رحمه الله: ومنها -أي البدعة الإضافية- التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد... ومنها التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة. ولمزيد من الفائدة عن الفرق بين الاجتماع المشروع والاجتماع المبتدع تراجع في ذلك الفتوى رقم: 72887، والفتوى رقم: 631.
وبخصوص حلقات القرآن الكريم، فإن لها صوراً مختلفة، قد ذكرناها مع بيان حكم كل صورة في الفتوى رقم: 27933.
ولا حرج في اجتماع النساء بمنزل المعتدة، فهي وغيرها في ذلك سواء، وقد سبق بيان الأحكام الخاصة بها في الفتوى رقم: 5554، ويراجع بخصوص الاجتماع لختم القرآن للميت الفتوى رقم: 67265.
والله أعلم.