عنوان الفتوى : الاجتماع لختم القرآن في بيت الميت
يجتمعون في منزل شخص هذا الشخص له نية الختم لكن الآخرين بنية تدارس القرآن فكل شخص يقوم بقراءة ثمن حزب من القرآن والآخرون يستمعون وإذا أخطأ يصلحون له وبعد ذلك يقومون بتدارس بعض الأحاديث وبموعظة أهل المنزل إن كانوا يصلون ويمكن أن يكون هنالك اختلاط نساء ورجال في هذا المنزل ويكون ذلك أيضا في بيت الميت فما حكم ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا حكم اجتماع الناس لعمل ختمة للميت وقراءة القرآن وإهداء ثوابها إليه، وأن ذلك من البدع المحدثة التي يجب الحذر منها والابتعاد عنها، وذلك في الفتوى رقم: 65966، والفتوى رقم: 29940.
وأما مجرد قراءة القرآن وختمه وإهداء ثوابه للميت دون اجتماع لذلك أو عمل وليمة له أو أخذ مال عليه فلا بأس، ويصل ثوابه بإذن الله كما في الفتوى رقم: 2288.
وكذلك جلوس الناس في حلقة لتدارس القرآن أو قراءة الحديث ونحو ذلك، ولو كان بالدور بينهم، فإنه لا بأس به، كما بينا في الفتوى رقم: 6669.
وأما المحرم فهو اختلاط النساء بالرجال في ذلك أو في غيره دون مراعاة الضوابط الشرعية لاجتماع النساء بالرجال في مكان واحد كما بيناه في الفتوى رقم: 48184.
ويصعب تحقق تلك الضوابط في مثل تلك الجموع فلا تجوز، علماً بأن الأصل أن أهل الميت يواسون بالدعاء وفعل الطعام لهم، كما أمر صلى الله عليه وسلم، وأما الجلوس عندهم وأكل طعامهم فلا ينبغي، لما روى أحمد عن جرير قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة.
قال الشيرازي: ويكره الجلوس للتعزية لأن ذلك محدث والمحدث بدعة.
فإياكم ومحدثات الأمور فالخير كله فيما فعله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، والشر كله فيما أحدث من البدع في هذا الدين، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتمسكين بالسنة عند فساد الأمة إنه سميع مجيب.
والله أعلم.