عنوان الفتوى : حد الغيبة وأحوالها
في بعض الأحيان يتم عرض مشكلة ما ويتم الحديث عن أناس تعرضوا لهذا المشاكل ويتم ذكرهم بالاسم, كما أنه في بعض الأحيان نتعرض لإشكالات ومشاكل مع زملاء في العمل: الأخ مع أخته، والأم مع ابنها، فهل التكلم عن هذه المشاكل مع شخص آخر ـ حتى لو لم يتم ذكر اسم الشخص ـ يعتبر نميمة أو غيبة؟ وهل عند عرض مشكلة ـ مثلا ـ بيني وبين أحد الزميلات والتكلم عن هذه المشكلة الطارئة مع شخص آخر للوصول إلى حل أو أخذ الاستشارة في كيفية التعامل في مثل هذه المواقف مستقبلاًً أو ذكر شخص ما قد تعرض لمشاكل عند ما قام بفعل شيء معين أو أنه قال كذا وكذا وحصل له كذا وكذا، والتكلم في الأمر يكون لضرب مثل أو ليكون عبرة للغير، لأنه فعل شيئا وكانت نتائجه سيئة أو جيدة يعتبر ـ أيضا ـ غيبة ونميمة؟. وهل ذكر المواعظ والعبر المذكورة في كتب التاريخ مثل: أن الحاكم الفلاني أخطأ وفعل كذا، فهل هذه غيبة ونميمة؟. أفيدونا أفادكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الغيبة: هي ذكر الإنسان لأخيه بما يكرهه، كما في الحديث: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره.
رواه مسلم.
فإذا تحدث الإنسان في معرض بحث مشكلة وعن حصولها لشخص ولم يذكره باسمه ولا بما يعرف به، فإن هذا لا يعد غيبة وليس من المحرم شرعا، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كما في حديث الصحيحين: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا.
وليس من الغيبة ـ أيضا ـ ما لو ذكر الشخص بما ليس فيه إساءة ولا تنقيص، وأما إذا ذكر الشخص باسمه وكان ذلك مما يسوؤه، فإن هذا يعتبر من الغيبة المحرمة المنهي عنها، ولا يجوز من هذا إلا ما يذكر في استشارة مشروعة لمن هو أهل لإبداء النصح فيها، أو ما يراد به النصح في التحذير من شخص معين ولا بد من الاقتصار على قدر الحاجة فيما يقال له فيه، وأما ما ذكر ليتعظ به الناس ويعتبروا به، فإن كان فيه تنقيص له وذكره بما يكره، فإنه يكون غيبة ويمكن الحض على الاعتبار بها دون تسمية أهلها.
وأما ذكر ما صح من التاريخ القديم، فإنه لا حرج فيه، فقد سئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عنه فقال: ما زال العلماء ـ رحمهم الله ـ الذين يؤلفون في تراجم الرجال يذكرون الإنسان بما فيه من خير، وشر وما دام المقصود بيان حال هذا الشخص فإنه لا بأس به. انتهى.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 124843، 6082، 119110، 100608 113552.
والله أعلم.