عنوان الفتوى : حكم ترميم المسجد بالرخام من الخارج والداخل وزخرفته
نحن في البرازيل ونريد ترميم مسجدنا فما هي الحدود الشرعية في النفقة على ذلك؟ علما بأنه كلما كان المسجد فاخر التصميم كان لافتا لأنظار البرازيليين ودافعا للرغبة في التعرف على الإسلام، وهذا لأن أهل هذه البلاد يعجبهم ذلك ونحن لا نريد الزخرفة، ولكن نريد كساءه من الخارج بالسراميك لمقاومة الأمطار ومن الداخل بما يشبه ذلك ورفع مأذنتيه وطلاء قبته، فهل في ذلك بأس؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبناء المساجد وترميم ما يتلف منها وعمارتها بما تدعو إليه الحاجة وتنظيفها وتطييبها وفرشها وإنارتها بما يتناسب مع مكانتها وبما ييسر على عُمَّارها عبادتهم كل ذلك مطلوب ومستحسن شرعا، ما لم يصل إلى حد الإسراف والتبذير.
وأما زخرفتها والمباهات بها، فمذمومة منهي عنها شرعا، وهي من أمارات الساعة، كما سبق تفصيله في الفتاوى التالية أرقامها: 9320 ، 10687، 33246.
وعلى ذلك، فما تريدون عمله مما تظهر مصلحته ككسائه من الخارج بالسيراميك لمقاومة الأمطار، لا حرج عليكم فيه.
وأما ما يعمل لمجرد الزينة ولفت الأنظار فهو داخل في حد النهي.
وهذا هو حكم بناء المئذنة إذا كانت لهذا الغرض، وأما إن كان المقصود منها أن توضع عليها الأبواق المكبرة للصوت لإسماع أكبر عدد ممكن ولتمييز المسجد ليقصده الناس، فهذا مقصد طيب وفيه أجر ـ إن شاء الله ـ وراجع الفتويين رقم: 94192 ، ورقم: 38845.
وكذلك القباب يختلف حكمها بحسب غرضها، فإن كانت لأجل الإضاءة والتهوية فلا حرج فيه، بخلاف ما لو بنيت إسرافا ومباهات، وراجع الفتوى رقم: 10884.
وقد سبق لنا الإشارة إلى بعض الآداب التي تراعى في بناء المسجد في الفتوى رقم: 51151.