عنوان الفتوى : حكم هجر المسجد القديم والصلاة في المسجد الجديد

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا إمام مسجد، وعندنا مسجد نصلي فيه الصلوات الخمس بالإضافة للجمعة، والعيدين، وقمنا مؤخراً ببناء مسجد آخر أكبر منه مرتين ملاصق له من الجانب الأيمن، يفصل بينهما باب لاستيعاب أعداد الناس يوم الجمعة والعيدين؛ لأن مسجدنا هو المسجد الجامع في قريتنا. والمسجد القديم يتسع لمصلي الحي في الصلوات الخمس؛ لذا أصلي فيه بالناس الصلوات الخمس، وأصلي الجمعة في المسجد الجديد. بعض المصلين يطالبني بأن نصلي كل الصلوات في المسجد الجديد، وأنا أرفض هذا لأني أرى أن في ذلك تركا وهجرا، واعتداء على حق الذين بنوا المسجد القديم، وحرمانهم من الأجر لغير حاجة تدعو لذلك. فما قولكم - بارك الله فيكم- وأنتم الحكم بيننا؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:                   

فالذي يظهر أنك على صواب فيما تفعله, فما دام المسجد القديم يتسع للمصلين في الصلوات الخمس, فالأفضل أن تقتصرعلى الصلاة فيه, لزيادة أجر الصلاة فيه، وليستمر الأجر لصاحبه.

جاء في شرح زاد المستقنع للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي: ومسألة توسعة المسجد تحتاج إلى نظر، وليس كل شيء يوسع، وليس كل شيء يهدم، ويبذر في بناء المساجد وتوسع حتى تكون لإنسان على حساب حسنة لغيره ممن هو أسبق وأحق، هناك حق للسابق الذي بنى المسجد أولاً فهو أحق، ولا يجوز لأحد أن يهدم بناءه ولا أن يفسد الأجر عليه؛ لأني إذا بنيت المسجد وأصلحته وبقي صالحاً لأن يصلى فيه، فإنه يبقى على حالته إلى أن يشاء الله عز وجل أن ينهدم أو يخشى هدمه. أما أن كل شخص يأتي إلى مسجد مبني ليهدمه فلا.

إلى أن قال : الشيء الثاني: أن هذا المسجد القديم أحق من الجديد، والله يقول: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} [التوبة:108] فصاحب المسجد القديم، والأرض القديمة أولى بالعبادة من الأرض الجديدة. وجمهرة السلف وأئمة العلم على أنه لو تعارض مسجدان أحدهما قديم، والآخر جديد فالأفضل أن تصلي في القديم؛ لأن القديم نص الله عز وجل على أحقيته: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} [التوبة:108]. انتهى.

والله أعلم.