عنوان الفتوى : حكم بناء قاعات للتعزية
حكم بناء قاعات لمجالس العزاء لأهل البلدة للتخفيف عن كاهل صاحب المصيبة، حيث إن استقباله للمعزين قد يكون مكلفا، بل في بعض الأحيان يكون مستحيلا، خاصة إذا كان حجم البيت وموقعه ضيقا لا يتسع لاستقبال الكم الهائل من المعزين وقد يضطر إلى استئجار السرادقات ـ الخيم ـ وبأسعار تكلفه في الوقت الذي تكون هذه القاعات لا تكلفه إلا الماء الذي يقدمه للقادمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من السنة تعزية أهل الميت، فقد رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
والتعزية ليس فيها تجمع ولا مراسيم ولا تكلف، فكل ذلك من البدع والمحدثات التي يجب الابتعاد عنها فلم يكن السلف الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ يتكلفون فيه، بل بعضهم يعزي بعضا عند اللقاء في أي مكان في المقبرة أو المسجد أو البيت أو الطريق، فالتواضع فيها والبساطة وعدم تعظيم المصيبة هو الذي ينبغي.
وقد سبق بيان كيفيتها وما يقال فيها وما ينبغي تجنبه من البدع فيها في الفتاوى التالية أرقامها: 26160 ، 60940، 65966 ، وما أحيل عليه فيها، فنرجو أن تطلع عليها.
وأما بناء القاعات لتجمع المعزين وجلوسهم فيها بحجة التخفيف عن أهل الميت أو غير ذلك فهو من البدع التي يجب تجنبها والابتعاد عنها، وذلك لما رواه الإمام أحمد وغيره عن جرير بن عبد الله البجلي ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة.
وإذا كان مجرد هذا نياحة، فما بالك بإعداد الأماكن الثابتة لذلك؟.