عنوان الفتوى : محاذير التمادي في الاستمتاع قبل الزفاف
تم عقد قراني منذ عدة أشهر بكامل الشروط المذكورة فى الفتاوى السابقة والحمد لله ولكن لم يحدث الزفاف بعد، فأنا أعلم أنه الآن زوجي وهو طالبني ببعض حقوقه ووافقته وبدأ يفهمني بعض الأشياء عن العلاقة الزوجية بيننا ومنها أنه فى فترة عقد القران الحالية كل شيء محلل شرعا عدا الإيلاج فيحدث بعد الزفاف إن شاء الله، وتحدث مداعبات بيننا ككل زوج وزوجة وتحدث خلوة أحيانا، فهل هذا صحيح ويمكن الاستمرار فيه أم أتوقف عن ذلك، فإن ذلك يحدث لأنه زوجي ويريد ذلك وأنا أريد أن أعصمه وأعفه ويجد ما يريده ولكن بالطبع فى حدود شرع الله، وسؤالي الذي أتمنى الرد عليه بأسرع وقت جزاكم الله كل خير: فى بعض هذه المداعبات تكون بيده فى الفرج ويكون هناك ألم وإفرازات ولكن حدث آخر مرة أن بعد هذه المداعبات بحوالي ساعة وجدت إفرازات بيضاء ومعها نقطة دم تقريبا مختلطة بها، مع العلم أنه لا يحدث بيده مثلما يحدث بالإيلاج، وأنا الآن لا أعلم هل هذه نقطة دم نتيجة غشاء البكارة أم أنه نتيجة شيء آخر؟ وهل يجب علي إخباره بذلك أم لا؟ وكيف أتاكد من سبب وجود نقطة الدم هذه، هل هو فرض علي إخباره بذلك أم لا وما هو التصرف السليم، مع العلم أنه بعدها مباشرة لم يكن هناك سوى الإفرازات ولم يكن هناك أي أثر لدم نهائيا ولكن ظهرت هذه النقطة بعد ساعة تقريبا مع بعض الإفرازات مختلطة بها. أتمنى سرعة الإجابة عن سؤالي جزاكم الله كل خير ولو كان حقه علي أن أخبره فما هو الوقت المناسب لذلك هل هو الآن مباشرة أم أنتظر لفترة ثم أخبره؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا عقد الرجل على المرأة عقداً شرعياً فقد أصبحت زوجته ويترتب على ذلك حل استمتاع كل منهما بالآخر، لكنا ننصح دائماً بالابتعاد عن الجماع وما يقاربه مراعاة لما تعارف الناس عليه من تأخير هذا إلى ما بعد الزفاف، ولأن الشرع قد علق أحكاماً على مجرد العقد كحرمة أم الزوجة على التأبيد بمجرد العقد على البنت، وحرمة المعقود عليها على أبي الزوج تأبيداً. وعلق أحكاماً أخرى على الدخول، كوجوب جميع المهر وإيجاب العدة عليها بالطلاق وغير ذلك.
ثم إن تعجيل الجماع قبل الزفاف قد يؤدي إلى مفاسد، فلو حدث أن افترق الزوجان لسبب ما كالطلاق أو موت الرجل وزوجته حامل منه، فهذا سيوقعها في حرج شديد أمام أهلها والناس، لأن الظاهر للجميع أنه لم يحدث الدخول، ويراجع تفصيل ذلك في الفتويين: 2940، 61470.
وأما ما رأيت من هذا الدم فلا ندري سببه على وجه التحديد فقد يكون ذلك بسبب تهتك غشاء البكارة أو زواله وقد يكون الأمر بخلاف ذلك، لكن الأولى على كل حال أن تخبريه بذلك حتى لا تقعي في حرج مستقبلاً فقد يكون غشاء البكارة قد زال بسبب تصرفه هذا، فإذا حدث الزفاف فوجئ بذلك فيوسوس إليه الشيطان ويلقي في قلبه الظنون والتهم.. أما وقت إخباره فيتوقف على تقديرك، والأولى تعجيل ذلك لأن تأخرك في إعلامه بما حصل قد يؤدي إلى إساءة الظن، إلا إذا رأيت مصلحة راجحة في التأخير.
والله أعلم.