عنوان الفتوى : الإيمان بالقدر لا يعني أن الإنسان مجبر على أفعاله

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

عندي سؤال أرجو توضيحه: أنا كمسلمة مؤمنة إيمانا قويا بالقضاء والقدر، ومؤمنة بالجنة والنار، وأعرف أن كل واحد في الآخرة يجزى بما كسب: إن خيرا كوفئ بالجنة، وإن شرا كانت عاقبته النار، ولكن أليس مكتوبا في القرآن أن كل شيء مكتوب على الإنسان يوجد في اللوح المحفوظ، وأنه شقي أوسعيد، ومن يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له؟ فإذا كان الشخص مكتوبا عليه قبل ولادته أن يدخل النار، فلماذا يعاقب على أعماله؟ وإذا كنت قد فهمت هذا الموضوع فهما غير صحيح فالرجاء أن توضحوه لي.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإيمان بالقضاء والقدر لا يعني أن الإنسان مجبرعلى أفعاله، كالريشة في مهب الريح، وإنما العبد له قدرة ومشيئة واختيار وكسب، وقد دل على ذلك الشرع والواقع، أما الشرع، فإن الله تعالى أثبت للعبد إرادة ومشيئة وأضاف العمل إليه، قال الله تعالى: مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ {آل عمران: 152}. وقال: وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا {الكهف: 29}. وقالمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {فصلت: 46}.

وأما الواقع: فإن كل إنسان يعلم الفرق بين أفعاله الاختيارية التي يفعلها بإرادته كالأكل والشرب والبيع والشراء، وبين ما يقع عليه بغير إرادته كالارتعاش من الحمى، والسقوط من السطح، فهو في الأول فاعل مختار بإرادته من غير جبر، وفي الثاني غير مختار ولا مريد لما وقع عليه. شرح ثلاثة الأصول لابن عثيمين.

فإذا ثبت أن الإنسان له إرادة وله مشيئة وله اختيار وله كسب، وليس مجبرا على أفعاله، فحسابه يكون على ما يدخل تحت اختياره ومشيئته، وراجعي لمزيد الإيضاح والفائدة الفتوى رقم: 38356، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.


أسئلة متعلقة أخري
شبهة حول مسألة القضاء والقدر والرد عليها
فعل العبد مخلوق لله تبارك وتعالى والعبد مؤاخذ عليه
حكمة المفاوتة بين أحوال الخلق
لا تنافي بين كون المقادير كلها بتقدير الله وأن ما أصاب العبد من الشرور فهو بسبب منه
الحكمة في جعل الدنيا دار ابتلاء لا دار جنة ونعيم
الرد على شبهات حول خلق الإنسان وتعذيبه وتركيب الشهوة فيه وتسليط الشيطان عليه
الحكمة من خلق الخنثى
شبهة حول مسألة القضاء والقدر والرد عليها
فعل العبد مخلوق لله تبارك وتعالى والعبد مؤاخذ عليه
حكمة المفاوتة بين أحوال الخلق
لا تنافي بين كون المقادير كلها بتقدير الله وأن ما أصاب العبد من الشرور فهو بسبب منه
الحكمة في جعل الدنيا دار ابتلاء لا دار جنة ونعيم
الرد على شبهات حول خلق الإنسان وتعذيبه وتركيب الشهوة فيه وتسليط الشيطان عليه
الحكمة من خلق الخنثى