عنوان الفتوى : المتأهب للسفر هل له أن يتطوع في وقت الكراهة
أخي الكريم، جزاكم الله كل الخير، ولكن سؤالي مختلف وهو: هل يجوز أن تصلى هذه الصلوات في أوقات كراهية الصلاة؟ ولم يكن سؤالي عن صلاة السفر، والصلوات هي: صلاة الاستغفار أو التوبة صلاة الاستخارة صلاة قضاء الحاجة صلاة ركعتي الوضوء صلاة ركعتين قبل مغادرة المنزل بقصد السفر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 126372أن الراجح جواز فعل الصلوات ذوات الأسباب في أوقات النهي. وأن هذا مذهب الشافعية واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وهو القول الذي تجتمع به الأدلة.
قال شيخ الإسلام: ... هَذَا أَصَحُّ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ اخْتَارَهَا أَبُو الْخَطَّابِ .. اهـ .
والمقصود بذوات السبب الصلوات التي سببها متقدم عليها لا متأخر.
قال النووي رحمه الله تعالى: والمراد بذات السبب: التي لها سبب متقدم عليها ... اهـ .
وبناء عليه يجوز أداء صلاة ركعتي الوضوء في أوقات النهي لأن سببها متقدم عليها, فركعتا الوضوء سبقت بالوضوء, وكذا إذا أذنب المسلم ذنبا فله أن يصلي ركعتي التوبة والاستغفار في أوقات النهي لوجود السبب وتقدمه وهو الذنب, وأما صلاة الحاجة وصلاة الاستخارة فلا تصلى في أوقات النهي لأن سببهما متأخر عليهما. وانظر الفتوى رقم: 34089بعنوان هل تصلى صلاة الحاجة في وقت الكراهة, والفتوى رقم: 7471عن صلاة التوبة , والفتوى رقم: 21663عن الاستخارة في أوقات النهي.
وراجع الفتوى رقم: 98863. عن صلاة السفر. ولم نقف على شيء من كلام أهل العلم فيه بيان هل هذه السنة من ذوات الأسباب المتقدمة أو لا ، والذي يظهر أن سببها متأخر وهو السفر لا إرادة السفر وعليه فلا تصلي وقت النهي.
والله أعلم.