عنوان الفتوى : هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الإفطار في رمضان
ما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة المغرب في رمضان؟ هل كان يأكل الشيء الخفيف ثم يصلي المغرب ثم يعود ليكمل، أم أنه يكمل الأكل ثم يخرج للصلاة؟ وما تقولون في أهل حي اتفقوا على أن يقيموا صلاة المغرب في رمضان جماعة في المسجد بعد نصف ساعة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا صلاة بحضرة الطعام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي وقفنا عليه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأكل عموماً وفي الإفطار خصوصاً ثلاثة أمور:
الأول: أنه كان يفطر على رطب، فإن لم يجد فتمر، فإن لم يجد شرب ماء، ودليل ذلك ما رواه أبو داود عن ثابت البناني أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حساً حسوات من ماء... انتهى.
الثاني: أنه كان يعجل الفطر فور غروب الشمس كما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر.. متفق عليه.
الثالث: أنه لم يكن يملأ بطنه بالطعام والشراب إذا أكل وشرب ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه... رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
وأما تأخير صلاة المغرب إلى نصف ساعة، فاعلم أن وقت المغرب يمتد إلى قبيل مغيب الشفق على القول المرجح عندنا، وانظر لذلك الفتوى رقم: 12092. فإذا غاب الشفق دخل وقت العشاء لقوله صلى الله عليه وسلم: .... ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق.. رواه مسلم.
فإذا كان تأخير صلاة المغرب إلى نصف الساعة بعد دخول وقتها لا يترتب عليه خروج وقتها فلا حرج في ذلك، والأولى أداؤها أول الوقت.
وأما النهي عن الصلاة بحضرة الطعام فإنه لا يلزم منه هذا القدر من التأخير، لأن الذي نهى عن الصلاة بحضرة الطعام صلى الله عليه وسلم هو الذي حث على الاقتصاد في الأكل وعدم ملء البطن. وانظر لذلك الفتاوى: 20991، 77913، 8682.
والله أعلم.