عنوان الفتوى : أقوال العلماء في وقت صلاة المغرب
حيث إن صلاة العشاء تؤخر في أيام رمضان عن الأيام الأخرى من السنة، فهل موعد صلاة المغرب ممتد حتى موعد صلاة العشاء بمواعيد رمضان أم بموعد دخول صلاة العشاء في الأيام العادية من السنة.أثابكم الله عنا .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن وقت صلاة المغرب ثابت في جميع السنة على ما هو مقرر له، لا فرق في ذلك بين رمضان وغيره، فلا يجوز تأخيرها عن وقتها.
وهو يبدأ من غروب الشمس، واختلف العلماء إلى متى يمتد وقتها، فذهب مالك والشافعي في المشهور عنهما إلى أن لها وقتاً واحداً، وهو قدر ما تؤدى فيه بعد الغروب، لأن جبريل عليه السلام صلاها بالنبي صلى الله عليه وسلم في اليومين لوقت واحد في بيان مواقيت الصلاة، والحديث رواه أبو داود.
وذهب أبو حنيفة وأحمد والثوري إلى أن وقتها يمتد إلى مغيب الشفق، ورجح النووي هذا القول فقال: (هذا القول هو الصحيح لأحاديث صحيحة منها: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وقت المغرب ما لم يغب الشفق" وفي رواية: "وقت المغرب إذا غابت الشمس ما لم يسقط الشفق".
وفي رواية: "وقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق" رواه مسلم بهذه الألفاظ كلها). انتهى.
والمراد بالشفق عند جمهور العلماء: الحمرة التي ترى بعد غروب الشمس في جهة الغروب، ولا شك أن تقديم صلاة المغرب في أول وقتها هو السنة، وعمل السلف الصالح شاهد لذلك، وفي الصحيحين عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب، فينصرف أحدنا، وإنه ليبصر مواقع نبله.
وعلى هذا، فلا ينبغي للمسلم أن يؤخرها عن أول وقتها بدون ضرورة لا في رمضان ولا في غيره.
والله أعلم.