عنوان الفتوى : حكم صلاة الرجال خلف النساء
هل تصح صلاة الرجال خلف النساء في المسجد الحرام؟ ولماذا يتم ذلك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصلاة الرجال خلف صفوف النساء صحيحة في قول الجمهورمع الكراهة، والسنة أن يتقدم الرجال وتكون صفوف النساء متأخرة، ولكن لا تبطل صلاة الرجال إذا صفوا خلف النساء، لأنه لا دليل على بطلان الصلاة في هذه الحال والأصل صحتها، وانظر لذلك الفتويين رقم: 50731، ورقم: 120778.
والمسجد الحرام في هذا كغيره لعموم الأدلة، فإنها لم تفرق بينه وبين غيره، ولكن لكثرة الزحام في المسجد الحرام وصعوبة الاحتراز من هذا الأمر وخاصة عند ازدحام الناس في الطواف كثر وقوع هذا الأمر في المسجد الحرام، والمطلوب من كل مسلم أن يتقي الله ما استطاع فيحرص على أن لا يصف خلف النساء وتحرص النساء على أن لا تكون صفوفهن أمام الرجال، فإذا لم يكن بد من هذا فلا حرج والصلاة صحيحة ـ إن شاء الله تعالى ـ فإن المشقة تجلب التيسير كما هو مقرر عند أهل العلم، قال العلامة العثيمين ـ رحمه الله: إذا صلى الرجال خلف النساء فإن أهل العلم يقولون لا بأس، لكن هذا خلاف السنة، لأن السنة أن تكون النساء خلف الرجال، إلا أنكم كما تشاهدون في المسجد الحرام يكون هناك زحام وضيق، فتأتي النساء وتصف، ويأتي رجال بعدهن فيصفون وراءهن، ولكن ينبغي للإنسان أن يتحرز عن هذا بقدر ما يستطيع، لأنه ربما يحصل من ذلك فتنة للرجال، فليتجنب الإنسان الصلاة خلف النساء، وإن كان هذا جائزاً حسب ما قرره الفقهاء، لكننا نقول: ينبغي للإنسان أن يتجنب هذا بقدرالمستطاع، وينبغي للنساء أن لا يصلين في موطن يكون قريباً من الرجال. انتهى.
والله أعلم.