ظلم المرأة - أحمد قوشتي عبد الرحيم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
من الحقائق الواضحة في دين الإسلام : أن كل من ظلم المرأة ، أو أساء إليها ، أو استقوى عليها ، أو جار على حق من حقوقها ، أو تعسف في استعمال ما أعطاه الله من حق القوامة ، واستغله في التضييق عليها ، ومنعها ما كفل الله لها من حقوق على اختلاف أنواعها ، فهو ظالم متعد ، مخالف لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل " استوصوا بالنساء خيرا " والقائل صلى الله عليه وسلم " اتقوا الله في النساء "وكل خطاب أو دعوة أو مقالة تدعو إلى شيء من ظلم المرأة أو تسوغه أو تبرره فلا قيمة لها وهي مردودة على أصحابها .
وإذا أردت أن تعرف من خير المسلمين ، وأفضلهم ، وأتقاهم ، فثمة معيار أساسي لا يتخلف من معايير الخيرية والفضل : وهو تعامل المرء مع أهله ، فخير الناس خيرهم لأهله .
وليس هذا كلامي ، بل كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.
" وقال أيضا صلى الله عليه وسلم " خيركم خيركم للنساء "
قال الشوكاني رحمه الله " فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس ، وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر، وكثيرا ما يقع الناس في هذه الورطة، فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقا ، وأشجعهم نفسا وأقلهم خيرا، وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره، ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق زائغ عن سواء الطريق " نيل الأوطار