عنوان الفتوى : المساهمة في إصلاح طلمبة مياه هل يعد من الصدقة الجارية
هل المشاركة فى تصليح ـ طرمبة ـ مياه صدقة جارية تنفع بعد الموت؟ علما أنني لا أعرف عنها أي شيء إلا أنني شاركت بالمال فقط؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصدقة الجارية هي التي يجري ثوابها وأجرها على المتصدق بعد موته وانقطاع عمله، ومن أوضح الأمثلة على الصدقة الجارية: الوقفُ إذ حقيقة الوقف: تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة، أي أن عين الصدقة تكون باقية لا يملكها إنسان بينما رَيعها ونتاجها للمتصدَّق عليه.
والظاهر أن تحبيس الطلمبة ـ وهي الآلة الرافعة للماء من الأنهارأو الآبارـ صدقة جارية، وهي من جنس حفر الآبار وإجراء الأنهار الذين نُصَّ عليهما في حديث رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم وانظري الفتوى رقم: 48404.
ولا يشترط أن يكون المتصدق بالصدقة الجارية منفردًا بتلك الصدقة، بل تصح المشاركة فيها من أفراد متعددين، وانظري الفتوى رقم: 103982.
وإصلاح وتجهيز هذه الطلمبة للاستخدام والانتفاع لا يَختلف عن شرائها ابتداء، إذ المقصود واحد.
ولا يشترط لصحة تصدقك بصدقة جارية أن تباشري التصدق بنفسك للتيقن من وصولها لأصحابها، بل يكفي توكيل من تثقين في دينه وأمانته للقيام بهذا الدور، كما لا يشترط معرفتك بتفاصيل ذلك الشيء المتصدَّق به.
وبناءً على ما مرَّ، فإن صدقتك صحيحةٌ، ونسأل الله تعالى أن يمنَّ عليك بقبولها.