عنوان الفتوى : حكم دعاء الوسيلة بعد الإقامة
في مساجد مدينتنا يقوم كل إمام بعد إقامة الصلاة بدعاء: اللهم رب هذه الدعوة التامة آتي سيدنا محمدا الوسيلة والدرجة العالية الرفيعة، فهل هذا جائز أم لا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 93910أن سؤال الوسيلة والفضيلة للرسول صلى الله عليه وسلم سنة بعد الأذان والإقامة كليهما، ولكن ننبه هنا على أمرين:
الأول: أن ملازمة الإمام لرفع صوته بهذا الدعاء بعد أن يصطف المأمومون ليس من السنة.
والثاني: أن لفظ الرواية الصحيحة ليس كما جاء في السؤال، فهنا بعض الزيادات، كقوله: والدرجة العالية الرفيعة، قال ابن حجر في ـ التلخيص الحبير: ليس في شيء من طرقه ذكرـ الدرجة الرفيعة. اهـ.
وقال السخاوي في ـ المقاصد الحسنة: حديث ـ الدرجة الرفيعة ـ المدرج فيما يقال بعد الأذان، لم أره في شيء من الروايات. اهـ.
وقال الألباني: لفظة: الدرجة الرفيعة ليس لها أصل، وذكرها هنا مع كونها ليس لها أصل في الحديث هو من تحصيل الحاصل، لأنه جاء في الحديث الآخر: إذا سمعتم المؤذن فقولوا كما يقول، ثم صلوا علي، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة. إذاً: حين تقول: آت محمداً الوسيلة والفضيلة، ما هي؟ هي الدرجة الرفيعة في الجنة، فإذاً هذا حشوٌ في الكلام مع مخالفة النص. اهـ. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 35197.
وكذلك لفظ :سيدنا، وإن كان صحيحا من حيث المعنى إلا أنه لم يرد في الرواية.
والله أعلم.