عنوان الفتوى : بعض الوسائل المعينة على الخشوع في الصلاة
ما حكم رجل يصلي ويقول: أنا أشعر وكأني أصلي تأدية للأوامر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا إنما ينشأ من فقد الشعور بلذة العبادة، ولتحصيل لذة العبادة ينبغي أن يستشعر المصلي أن كل عبادة يؤديها تقربه إلى الله، وأن الله ينظر إليه حين أدائه لها، وأنه ربما يموت بعد انتهائه من هذه العبادة، كل ذلك سيدفعه لتحسين العبادة وتجويدها، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. متفق عليه.
كما ننصحه بالأخذ بأسباب الخشوع في صلاته، ومن أكبر أسباب تحصيل الخشوع العلم بأنه لب الصلاة وروحها، وأن الصلاة بلا خشوع كجسدٍ ميتٍ لا روح فيه يُخشى أن يُضربَ بها وجه صاحبها فلا تصعد إلى الله عز وجل، والعلم كذلك بأن الخشوع من أكبر موجبات الفلاح للعبد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {المؤمنون:1-2}. ويتحققُ الخشوع بإقبال العبد على صلاته وإعراضه عن الدنيا والفكر فيها، وأن يحرص على أداء الصلاة بهيئتها الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع الحرص على تدبر الأذكار، والتفكر في معاني الآيات.
وعلى المسلمِ أن يحرص على أن يبتعد أثناء صلاته عما يشتت خاطره من: صور وزخارف وصخب ولغط، كما أن الدعاء بحصول الخشوع من أعظم أسباب تحصيله فإن الدعاء سلاحٌ ماض.
ولمعرفة المزيد مما يعين على الخشوع في الصلاة راجع الفتويين رقم: 9525، 3087.
فإذا أخذ العبد بأسباب تحصيل الخشوع وحرص عليها، فإنه بعون الله تعالى يظفر بالخشوع المطلوب ويحصل عليه، وتتحقق له ثمرته، ويزداد خشوع العبد وينقص بقدر أخذه بهذه الأسباب أو تركها.
وهناك رسالة توجد في المكتبة الشاملة ألفها الشيخ محمد صالح المنجد عنوانها: 33 سببا للخشوع في الصلاة، ننصحك بقراءة هذه الرسالة والاستفادة منها.
وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 28951.
وجمهور العلماء على أن ترك الخشوع ينقص ثواب الصلاة ولا يبطلها، وقد سبق بيان ذلك مفصلا في الفتوى رقم: 4215. وانظر أيضا الفتويين رقم: 6598، 23481 .
والله أعلم.