عنوان الفتوى : مخالفة الواقع لتفسير الرؤيا
سؤالي هو: كنت قد سألتكم من قبل عن مدى صحة حديث معناه أن الرؤيا معلقة على رجل طائر فكما تفسّر تقع. وقد أجبتموني حينها -مشكورين- أن الحديث فعلا في مسند الإمام أحمد. رغم أني سألت دار الإفتاء وقالوا لا يوجد حديث هكذا. أنا فقط سؤالي أنني بالفعل كنت قد استخرت الله تعالى على أمر خطبتي كثيرا كثيرا قبل الخطبة وأثناء الخطبة، وقد رأيت من الأحلام والرؤى الكثير الكثير- وكذلك رأى ذلك الخاطب- وكلها فسرت لي عند أكثر من واحد من المفسرين أن هذا الخاطب صالح، و أن زواجنا سيتم و أننا سننجب و و و......الخ. لكن سبحان الله، منذ خطوبتي معه وأنا وهو في النازل إيمانياً، وقد جرأني-سامحه الله- على بعض المعاصي- كلامنا معا- وطاوعته في ذلك. وكلانا أخطأ كثيراً. والمهم أن الخطوبة فسخت بعد أن بدا لي منه شر كثير في سلوكياته وأخلاقياته - رغم أنه ملتح، ويصلي ويؤم الناس، ويحفظ من القرآن الكثير- والحمد لله على كل حال. سؤالي هو : أين ذهبت كل هذه الرؤى التي رأيتها ؟ إن كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قد قال هذا الحديث فقد صدق، ويعلم الله أني آمنت بذلك، ولكن فقط أريد تفسيراً لكل هذه الرؤى التي رأيتها أنا وهو وفسّرت لنا بأنه خير كثير، ثم انتهى الأمر بعد شهور طويلة من الخطبة وبعد تعلقي الشديد به؟ أنا الآن رغم تعلقي الشديد به فقط أريد أن أنساه ولا أتمنى أن يعود إلي لما بدا لي منه من شر وسوء، أنا فقط أريد أن يبدلني الله خيرا منه وأن أنساه، لكن فقط سؤالي لماذا لم تقع أحلامي كما فسرت ؟ هل يمكن لأني حكيت الحلم كما رأيته، ولكن المفسر ربما لم ينتبه لجزء من،ه ففسّره متجاهلا - سهواً- أحد أجزاء الحلم، فجاء التفسير خاطئا فلم يقع ؟ أم أن التفسير يقع سواء كان صحيحا أو خاطئا ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المذكور صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني. وقد ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 124223.
وبينا فيها أن محل هذا إذا كانت الرؤيا صادقة وعبرها المعبر تعبيرا صحيحا.
وأما إذ حصل ما حصل، فننصحك بالتوبة إلى الله تعالى، وصرف قلبك عن التعلق بهذا الرجل، فالرجال سواه كثير.
وراجعي في علاج الأمر الفتوى رقم: 105449.
والله أعلم.