عنوان الفتوى : توجيه لمن ترى أحلامًا مزعجة تتعلق بزوجها وتفكر بالانتحار
أنا متزوجة منذ أكثر من خمس سنوات، وزوجي على قدر من التدين -أحسبه كذلك، ولا أزكيه على الله-، والمشكلة أني منذ سنوات، بعد زواجي بفترة ليست بالطويلة وحتى الآن، أرى في منامي أحلامًا تتعلق بزوجي، تسوؤني. وطول هذه الفترة أقول: إنها أضغاث أحلام، ولا ألقي لها بالًا، وأحيانًا أبكي عند استيقاظي؛ لبكائي كثيرًا في الحلم؛ لأني حينها أستيقظ مهمومة، لكن تكرار الموضوع كثيرًا -أحيانًا يكون يوميًّا-، جعلني أقول: إن الشيطان يحاول التفرقة بيننا، لكن مؤخرًا بدأ يخطر ببالي أنه قد يكون سحرًا، وأن الشيطان لم يستطع أن يضرني إلا بأن يلقي في أحلامي، وخصوصًا أن شخصين في بيت أهل زوجي قد أصيبا بالسحر. قرأت عن علامات السحر؛ فلم أجد شيئًا منها عندي، سوى تلك الأحلام، وأنه مع أقل سوء تفاهم مع زوجي، أتمنى الموت بشدة، وكل مرة تمر أمام عيني صور الانتحار، وأشعر برغبة شديدة في أن يقبضني الله، وأكتفي بدعاء الله، إنه رحيم بي، ألا يدعني أعيش هذا الألم، رغم تفاهة المشكلة في أغلب المرات، لكني أشعر بعدم القدرة على التحمل، فهل هذا حقًّا قد يكون سحرًا؟ وإذا كان كذلك، فهل يصلح أن أعالج نفسي دون الحاجة إلى مساعدة زوجي، أو رقيته هو الآخر؟ وأنا لم أخبره بأي شيء طول هذه السنوات -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم أن تكون هذه الأحلام المزعجة بسبب شيء من السحر، وتفسير الأحلام بمثل هذا المنحى؛ قد يدخل صاحبها في أوهام لا يستطيع الانفكاك عنها.
ونرجو ألا تقلقي، بل هوني على نفسك، واتبعي ما جاء به الشرع عند رؤية الأحلام المزعجة، فهذا يكفيك، ونرجو مراجعة الفتوى رقم: 27840، وعنوانها: الآداب المشروعة للتخلص من الأحلام المزعجة.
ونوصيك بالحرص على الأذكار، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء خاصة، وأذكار النوم، ولا سيما قراءة آية الكرسي، والنوم على وضوء.
ولا بأس بأن ترقي نفسك بالرقية الشرعية، فهي نافعة على كل حال.
والأفضل للمسلم أن يرقي نفسه بنفسه ما أمكنه ذلك؛ فذلك أدعى للإخلاص في الرقية، والانتفاع بها، وإن احتاج لرقية غيره من أهل الصلاح، والاستقامة، فلا بأس بذلك، وراجعي الفتوى رقم: 4310.
وليس هنالك ما يدعو إلى الانتحار، فضلًا عن التفكير فيه، وهو مشكلة في نفسه، وليس حلًّا لمشكلة؛ إذ حقيقته الانتقال من شيء من التعب والهم، إلى شقاء أعظم، وخسران للدنيا والآخرة، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 10397.
والله أعلم.