عنوان الفتوى : قربك من أمّك ورعايتك لأهلك من أفضل الأعمال
أنا معيل لأسرة مكونة من 6 أفراد: أم، وزوجة، وأربعة أولاد، أكبرهم ولد في صف خامس ابتدائي. أعمل معلما بالسعودية والعائلة مقيمة بمصر. فهل أذهب لمصر برًا لأمي وحسن صحبتها وتربية أبنائي عن قرب. أم أبقى لعام آخر فقط . جمعًا لمدخر يعين على مستقبل الأبناء علما بما يلي : الوالدة عمرها 64 سنة، أملك بيتا مكونا من 3 طوابق، راتبي وزوجتي يقضي حوائجنا شهريا تقريبا بغير ادخار. الحياة بمصر صعبة.شيخي الجليل أحب ما ترتضيه لدينك أنت أمام الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت ترغب في البقاء سنة أخرى أو أكثر لجمع زيادة من المدخر، فلا حرج عليك في ذلك، إن لم يترتب عليه تضييع لشيء من حقوق الزوجة أو الأولاد أو الأم.
ولكن الذي ننصحك به ما دمت تجد الكفاية في بلدك، أن ترجع لتقيم مع أمّك و زوجتك وأولادك، فإنّ وجود الأب مع أولاده وزوجته مصلحة عظيمة تعين على حسن تربية الأولاد، وذلك ما لا يقارن بما يجلبه سفرك لهم من فضول الدنيا، فإن أعظم ما يهبه الأب لأولاده هو الأدب الحسن، والتنشئة القويمة، وذلك أفضل تأمين لمستقبل الأولاد، فإن المستقبل الحقيقي هو الآخرة، قال تعالى: يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى*يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي. {الفجر23،24}
كما أنّ قربك من أمّك خاصة في هذه السنّ وقيامك على رعايتها وبرّها، هو من أفضل الأعمال التي تقربّك إلى الله وتنال بها رضاه، وذلك خير لك من الدنيا وما فيها، كما أنّ برّها سبب في البركة في العمر والرزق وسبب لتوفيق الله لك في كلّ أمورك.
ولا يترك العبد شيئاً من الدنيا ابتغاء وجه الله إلا أبدله الله خيراً منه، والعاقل من آثر دينه على دنياه ووثق بما عند الله وتوكّل عليه وحده.
والله أعلم.