عنوان الفتوى : هل يترك صديقه المريض ليستكمل دراسته؟
إلى الإخوة الأفاضل: أنا مقيم في بلد أجنبي، ولدي صديق مريض بالتصلب اللويحي. عمره 32 سنة، ويسكن في بيت وحده، في نفس المدينة التي أسكن أنا فيها. حيث إن مرضه يعيقه أحيانا عن تلبية احتياجاته في المنزل والتسوق، وما أشبه ذلك "ولا أقصد الاحتياجات الشخصية"، وأنا أقوم بمساعدته حينما يتوفر لي الوقت، وأحيانا يضطر هو لشراء حاجياته، أو ترتيب المنزل، ولكن ذلك ليس بالأمر السهل عليه، حيث إن له أقرباء فقط عائلة واحدة، ولكن لا يساعدونه في كل شيء، بسبب توترات عائلية بسيطة، مما يستدعي في بعض الأحيان أن أقوم أنا بهذه المهمة. بعد عدة أشهر سوف أضطر لمغادرة المدينة من أجل الدراسة في الجامعة -بإذن الله- والتي لن تكون في نفس المدينة، أو المقاطعة التي أسكن بها حاليا؛ لعدم توفر التخصص الذي أود دراسته هنا. ما حكم تركي لصديقي وعدم مواصلة تقديم المساعدة له؟ هل تشيرون عليّ أن أقوم بدراسة تخصص آخر ليس لي رغبة فيه، في المدينة المجاورة، حتى أضمن بقائي قريبا من صديقي، حيث إني أعلم أن رحيلي سوف يسبب له حزنا، أو مشاكل نفسية تؤثر على سير مرضه ربما!! ولكن في نفس الوقت أود استكمال دراستي، والتخرج، من أجل العودة إلى بلدي -بإذن الله- لاحقا. أفيدوني بارك الله فيكم. أشكركم جزيل الشكر، وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك حرصك على مصلحة صاحبك، وسعيك في نفعه، واعلم أن خير الناس أنفعهم للناس، فنسأل الله أن يكتب أجرك على ما تفعل. ثم إن أمكنك الجمع بين المصلحتين بأن تدرس تخصصا تنتفع به، وتتمكن معه من رعاية صديقك، فهو أولى.
وإن كنت ستتضرر بذلك، فلا إثم عليك في تركه، ويمكنك السعي في توفير صديق آخر له، يعينه على مصالحه، كما يمكنه استئجار من يخدمه ويقضي حاجاته، وإن لم يمكنه لفقر مثلا، فيمكنكم مساعدته ماديا لتوفير من يخدمه ويقضي حاجاته، فالأمر سهل ميسور إن شاء الله.
والله أعلم.