عنوان الفتوى : الصفح عن النصرانية وحكم مصاحبة المسلمة لها
إحدى زميلاتي بالصف الثامن لها صديقة مسيحية من بداية هذه السنة، ولكن منذ يومين حدث خصام بينهما، وذلك لأن المسيحية أفشت سرا لها، لأنها قالت لها كلمة أغضبتها من دون قصد، أما المسلمة فتقول إنها ليست أول مرة تفعل ذلك بها، فهل عليها مصالحتها أم ماذا عليها أن تفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ندب الشرع إلى الإحسان إلى الناس كافة فقال تعالى: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً {البقرة:83} وقال تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة:8}.
أمّا عن سؤالك، فلا يجب على زميلتك مصالحة تلك الفتاة غير المسلمة، وإنمّا من الإحسان أن تصفح عنها وتعاملها بالمعروف، لكن لا تتخذها صديقة، فالكافر لا يصح أن يكون صديقا للمسلم فعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَا تُصَاحِبْ إلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَك إلَّا تَقِيٌّ . رواه أبو داود وحسنه الألباني. وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ. رواه أبو داود وحسنه الألباني.
ولا شكّ أن الإنسان يتأثر بصاحبه في أخلاقه وطباعه ، فينبغي أن يتخير صاحب الدين والخلق ، ليتأثر به، فينتفع بصحبته في الدنيا والآخرة، قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرين بالمقارن مقتدى
وللفائدة راجعي الفتوى رقم:36326.
والله أعلم.