عنوان الفتوى : مجرد اتباع المذاهب الفقهية ليس فيه مخالفة للدين
حياكم الله وبارك الله بكم على جهودكم في خدمة الإسلام والمسلمين. أعرف أن سؤالي طويل لكن الغاية هي معرفة الحق والوصول إلى القول الفصل. قرأت كتابا بعنوان "هداية السلطان لبلاد اليابان" ووجدت فيه بعض التساؤلات وأتمنى أن أجد جوابها لديكم. الكاتب يريد إثبات أن المذاهب هي بدعة وأن متبعي المذاهب الأربعة ضالون، ولكن للأسف الشديد كل من استشهد كاتب المقال بهم قالوا على أن التعصب المذهبي هو المذموم ولم يرد عن قول واحد منهم أنه قال إن المذاهب هي بدعة بحد ذاتها وسأعرض بعض الأقوال هنا وأريد رأيكم الجميل (( مابين أقواس هو مقتبس من كلام صاحب المقال 1- يستشهد الكاتب بمقولة الأئمة الأربعة ((وقالوا أيضا إذا قلت قولا فاعرضوه على كتاب الله وسنة رسول الله فان وافقهما فاقبلوه وما خالفهما فردوه واضربوا بقولي عرض الحائط))
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نشكرك على اهتمامك، ونفيدك أن الكتاب المذكور ألفه عالم من علماء أهل السنة، ولكن سبب تأليفه أثر على أسلوبه حسب الظاهر، فقد كان بعض اليابانيين رغبوا في الدخول في الإسلام، فطالبهم بعض المنتمين للمذاهب أن يتمذهبوا بمذهب إمامهم، وطالبهم آخرون بمذهب إمام آخر، فجاء سؤال الشيخ محمد سلطان المعصومي عن وجوب اتباع المذاهب، فألف هذه الرسالة، وبين فيها أنه لا يلزم اتباع مذهب معين، ونقل كلام أهل العلم في ذلك.
وأما تزكية الأئمة الأربعة وحرصهم على اتباع السنة فهذا لا يمكن أن ينكره أحد من أهل العلم.
وقد ذكر شيخ الإسلام في رفع الملام أنه لا يعرف عن أحد من الأئمة أنه خالف حديثا بعد أن صح عنده وفهم دلالته، ثم إنه ليس في مجرد اتباع المذاهب مخالفة للدين إن لم يخالف المتبع سنة صحيحة في ذلك بسبب التعصب المذهب، فإن المتبع يستفيد من فهم إمامه للنصوص واجتهاده فيما لا نص فيه جوازا عند اهل العلم، ولا يجوز له أن يتابعه في اجتهاد يخالف فيه النصوص الثابتة، ويتعين احترام سلف الأمة من الأئمة وغيرهم وحسن الظن بهم جميعا، والحرص على اتباع الحق عند خلافهم وسؤال الهدي لما هو الحق، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 95769، 94485، 37186، 16387، 22612، 103867.
والله أعلم.