عنوان الفتوى : حكم الذبائح التي يذبحها غير المسلم
أنا في بلد غربي تقل فيه اللحم الحلال، فعقدنا مع أحد ملاحم الدجاج أن نأتي ونسمي على الدجاج قبل ذبحه فقط، مع العلم ان الذي يذبح امرأة لا أعلم دينها، لكن أغلبهم مسيحيون، فهل الطريقة سليمة. مع العلم لا وسيلة أخرى في ذلك لأن العرب في هذه البلاد غير مهتمين بذلك، لكن نحن كجمعية إنسانية مسلمة حبذناهم لشراء الدجاج الحلال بعد ما تم توفيره... أرجو الرد ببعض الإسهاب في هذا الموضوع بما يخص وضع المسلمين في البلاد الغربية الشيوعية التي لا تهتم لموضوع الدين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر لكم حرصكم على تحري الحلال والرغبة الصادقة في الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية، وأما عن كيفية الذبح التي ذكرتموها، فلا بد من توضيح أمر قبل الجواب عنها، ألا وهو أن ذبيحة الوثني أو الشيوعي أو من لا دين له لا تحل، وإن ذكر اسم الله عند الذبح واتبع كافة الشروط، ففي مجلة مجمع الفقه الإسلامي: ومن قبيل من ذكرنا من الزنادقة والوجوديين في الحكم: الشيوعي ... فذبيحة الشيوعي حرام سواء ذبحها في بلده لأهله، أو ذبحها لغير أهله بقصد التصدير، ومثل من ذكرنا في الحكم ذبيحة الكفار من الهنود والبوذيين ومن على شاكلتهم ممن لا يدينون بدين سماوي. انتهـى.
وعليه، فلا بد من التأكد من دين هذه المرأة التي تذبح لكم فإن كانت نصرانية أو يهودية، وذكرت اسم الله عند الذبح واتبعت شرائط الذبح الصحيح التي بيناها في الفتوى رقم: 15372 ، فذبيحتها حلال. وأما إن كانت شيوعية فلا تحل ذبيحتها ولو ذكرت اسم الله عند الذبح .
وخلاصة الأمر: أن ما يحل من الذبائح هو ما ذبحه المسلم ، أو الكتابي الذي عرف أنه ذكر على ذبيحته اسم الله ، أو لم يدر عنه أذكر اسم الله أم لا ، ولا تحل ذبيحة الوثني ولا الشيوعي ، سواء ذكروا اسم الله عليها أم لا . وينبغي للمسلم أن يحتاط لنفسه في جميع شئون دينه، ويتحرى الحلال في طعامه وشرابه ولباسه وجميع شئونه، ففي مثل ما سئل عنه يجتهد أهل السنة أن يختاروا لأنفسهم من يذبح لهم الذبائح، وتوزع عليهم بطريقة لا ريبة فيها ولا حرج على الذابح والمستهلك .
ولمزيد من الإسهاب والتفصيل انظر الفتاوى رقم: 10524، 24452 .
والله أعلم.