عنوان الفتوى : حكم ترك السلام مجازاة بالمثل
إخوتي: يقاطعني بعض الزملاء في العمل، أختلف معهم ولكني أسلم عليهم ولا يردون السلام، ويدخلون الخلافات الشخصية مع العمل. هل إذا نفد صبري وعزمت ألا أسلم عليهم مرة أخرى أكون مذنبا ؟ وجزاكم الله كل خير وغفر الله لنا إن كنا نضيع وقتكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نهى الله عن التدابر والهجران بين المسلمين، فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. رواه مسلم
فما يفعله هؤلاء الزملاء من مقاطعتك إذا كان لغير مسّوغ شرعي فهو حرام، كما أنّ عدم ردّهم على سلامك لا يجوز، فإن ردّ السلام على المسلم واجب، وانظر الفتوى رقم: 22278.
أما عن حكم مقابلتك ذلك بمقاطعتهم وترك إلقاء السلام عليهم، فهو جائز لك ثلاثة أيام فقط، ولا يجوز بعد ذلك، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.
وننبه إلى أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يوجد المودة، ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. {فصلت:34}.
واعلم أن في العفو خيراً لك وأنه يزيدك عزاً وكرامة، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ..وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا.
كما أن العفو سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. {النور:22}.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 33964.
والله أعلم.