عنوان الفتوى : فضل مصافحة الزوجة والأهل
هل من السنة الصحيحة مصافحة الزوجة عند دخول البيت؟انتشر مقطع لأحد الوعاظ بعنوان[طريقة سهلة لتساقط ذنوب الزوجين] وذكر فيه هذا الحديث:(أيما رجل دخل بيته فسلم على أهله وصافح زوجته وربت على يدها برفق إلا تساقطت أو تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر في اليوم الشاتي)هل وجدتم أصلا لهذا اللفظ؟ من أخرجه؟ وما صحته؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلم نعثر على الحديث باللفظ المذكور، ولا على حديث في خصوص مصافحة الرجل زوجته عند دخول البيت، إلا ما رواه أبو سعيد الخدري مرفوعا: "إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه؛ نظر الله إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها؛ تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما " وقد ضعفه غير واحد من أهل العلم، وقد مضى تخريجه في فتوى سابقة برقم: 65121 .
وعدم ثبوت هذا الحديث لا يعني عدم مشروعية مصافحة الرجل لزوجته، بل لا بأس بمصافحته لها، فالمصافحة من تمام التحية، كما في الحديث الذي رواه الترمذي مرفوعا بسند فيه ضعف: مِنْ تَمَامِ التَّحِيَّةِ الأَخْذُ بِاليَدِ. وصححه الألباني موقوفا عن البراء بن عازب.
وقد سئلت اللجنة الدائمة: هل من السنة إذا قدم الرجل من سفر طويل أن يسلم على زوجته بمعنى يصافحها أم لا؛ لأنه عندنا في تهامة أن السلام على الزوجة عيب، فما رأي فضيلتكم في هذا الموضوع؟ مع بيان كيفية السلام على الزوجة عند العودة من السفر؟
فأجابت بقولها: المشروع للزوج أن يحسن عشرة زوجته، وأن يأتي إليها ما يحب أن تأتي به له، ولا حرج في مصافحتها ومعانقتها وتقبيلها عندما تعود من السفر، بل في ذلك أجر إذا أصلح النية. اهـ.
وقد صح الحديث في فضل المصافحة عموما بلفظ: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وفي رواية أبي داود قال: إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله واستغفراه غفر لهما.
وقد جاء الشرع بالتحية بإلقاء السلام عند دخول البيوت، قال تعالى: ... فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً {النور:61} وعند الترمذي من حديث أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا بُنَيِّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ، يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتك. وفي الأدب المفرد للبخاري عن أبي الزُّبَيْرِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ؛ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيْبَةً. اهـ
وروى أبو أمامة مرفوعا: ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازيا في سبيل الله، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة. ورجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة. ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل . رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو دواد وابن السني في اليوم والليلة والطبراني والبيهقي والخرائطي في مكارم الأخلاق، وصححه ابن حبان والحاكم ولم يتعقبه الذهبي. والألباني والأرنؤوط . وبوب عليه ابن حبان : (باب ذكر تضمن الله جل وعلا دخول الجنة للمسلم على أهله عند دخوله عليهم إن مات وكفايته ورزقه إن عاش).
وبوب عليه البخاري : (باب فضل من دخل بيته بسلام).والخرائطي : (باب يستحب للمرء إذا دخل منزله أن يسلم على أهل البيت) وأسندا معه آثارا أخرى. والله تعالى أعلم.