عنوان الفتوى : حدود العلاقة بين الخاطب وخطيبته وحكم إتيان العرافين
أنا شاب خطبت فتاة عن قصة حب، وفجأة وجدتها متغيرة من ناحيتي تغيرا تاما، مع العلم أن شدة حبها لي لا توصف، حيث إنها ائتمنتني على كل شيء، على نفسها، وكل شيء، ولا أعلم ما السبب في التغير، لا أعلم ماذا أقول، ولكن كل الذي كان بينا لا يوصف، وقمت بسؤال أحد العرافين فقال لي: إنها معمول لها سحر ولم أصدقه، فسألت آخر فقال لي نفس الأمر. فأود أن أعرف الحقيقة وماذا أفعل الآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء ويصرفها حيث أراد, وإن حفظ النعم ودوامها إنما يستجلب بطاعة الله وتقواه, كما أن المعاصي والذنوب من أعظم أسباب البلايا وذهاب النعم, وأنت أيها السائل قد خالفت أمر ربك وعصيته بهذه العلاقة مع هذه الفتاة حتى وصل الأمر بها- على حد قولك- أن ائتمنتك على كل شيء وهذا لا يجوز لأنك أجنبي عنها وهي أجنبية عنك, وكونها خطيبتك لا يغير من الأمر شيئا، وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 113051, أن المخطوبة أجنبية عن خطيبها حتى العقد.
ثم ما كان منك من ذهاب إلى العرافين وسؤالهم إثم عظيم، وكبيرة من كبائر الذنوب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد وأبو داود.
وقال صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. والحديث رواه مسلم وغيره.
فالذي ننصحك به في هذا المقام هو أن تسعى لإتمام الزواج بهذه الفتاة, فإن تيسر ذلك فامض له، وألزم نفسك وزوجك بعد هذا طاعة الله وتقواه, وإلا، فإن رفضت الزواج منك، فاتركها وأبحث عن غيرها من صواحب الدين والخلق.
والله أعلم.